للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: وهذا هو الصواب؛ لعموم فعل النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، ونُقِلَ عن أبي حنيفة

وتعقبه وليّ الدين، فقال: وفيما ذكره نظر؛ فإنه لا عموم في فعل النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، والهدي الذي ساقه إنما كان متطوعا به، ولم يكن عن شيء من الدماء الواجبة المذكورة، والدماءُ الواجبة لا تُساق مع الحاجُ من الأول؛ لأنه لا يدري هل يحصل له ما يوجبها، أم لا؟، ولم أر أصحابنا -يعني الشافعيّة- تعرّضوا لذلك كما تقدّم، فينبغي تحقيقه. واللَّه أعلم انتهى (١).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: الذي يظهر لي أن التقليد والإشعار إنما نقلا في هدي التطوع، والقران، والتمتع، وأما الجنايات، فلم يُنقَلْ فيها ذلك، فما قاله الحنفيّة أظهر. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٢٧٧٦ - (أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ, قَالَ: أَنْبَأَنَا (٢) يَزِيدُ, قَالَ: أَنْبَأَنَا (٣) يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ, عَنْ أَبِيهِ,, عَنْ عَائِشَةَ,, قَالَتْ: "كُنْتُ أَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - فَيَبْعَثُ بِهَا, ثُمَّ يَأْتِي مَا يَأْتِي الْحَلَالُ, قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ").

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وكلهم تقدّموا غير مرّة. و"يزيد": هو ابن هارون. و"يحيى بن سعيد": هو الأنصاريّ.

وقولها: "قبل أن يبلغ الهدي محله" التقييد بذلك لكونه محلّ الخلاف، وأما بعد بلوغ الهدي محله، فلا يخالف ابن عباس، ولا غيره ببقاء الحرمة.

والحديث متّفقٌ عليه، وقد تقدَّم تمام البحث فيه قريبًا. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجعِ والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٢٧٧٧ - (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى, قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرٌ, عَنْ مَسْرُوقٍ, عَنْ عَائِشَةَ, قَالَتْ: "إِنْ كُنْتُ لأَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْىِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, ثُمَّ يُقِيمُ, وَلَا يُحْرِمُ").

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال الإسناد كلهم رجال الصحيح، وقد تقدموا غير مرّة. "عمرو بن علي": هو الفلاس. و"يحيى": هو ابن سعيد القطان. و"إسماعيل": هو ابن أبي خالد البجليّ الكوفيّ. و"عامر": هو ابن شراحيل، أبو عمرو الشعبيّ.

وقولها: "إن كنت الخ" "إن" مخففة من الثقيلة، أي إني كنت الخ. وقولها: "ولا


(١) - "طرح التثريب" ٥/ ١٥٢.
(٢) - وفي نسخة: "أخبرنا".
(٣) - وفي نسخة: "أخبرنا".