للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأَسْوَدِ, عَنْ عَائِشَةَ, قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, وَلَا نُرَى إِلاَّ الْحَجَّ, فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ, طُفْنَا بِالْبَيْتِ, أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, مَنْ لَمْ يَكُنْ سَاقَ الْهَدْيَ, أَنْ يَحِلَّ, فَحَلَّ مَنْ لَمْ يَكُنْ سَاقَ الْهَدْيَ, وَنِسَاؤُهُ لَمْ يَسُقْنَ, فَأَحْلَلْنَ, قَالَتْ عَائِشَةُ: فَحِضْتُ, فَلَمْ أَطُفْ بِالْبَيْتِ, فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الْحَصْبَةِ, قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, يَرْجِعُ النَّاسُ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ, وَأَرْجِعُ أَنَا بِحَجَّةٍ, قَالَ: «أَوَمَا كُنْتِ طُفْتِ لَيَالِيَ قَدِمْنَا مَكَّةَ؟» , قُلْتُ: لَا, قَالَ: «فَاذْهَبِي مَعَ أَخِيكِ إِلَى التَّنْعِيمِ, فَأَهِلِّي بِعُمْرَةٍ, ثُمَّ مَوْعِدُكِ مَكَانُ كَذَا وَكَذَا»).

رجال هذا الإسناد: ستة:

١ - (محمد بن قُدامة) بن أعين الهاشميّ مولاهم المصّيصيّ، ثقة [١٠] ١٣٧/ ٢١٤.

٢ - (جرير) بن عبد الحميد بن قُرْط الضبّيّ، أبو عبد اللَّه الكوفيّ، نزيل الريّ وقاضيها، ثقة صحيح الكتاب، قيل: كان يَهِم من حفظه [٨] ٢/ ٢.

٣ - (منصور) بن المعتمر السلميّ، أبو عتّاب الكوفيّ، ثقة ثبت [٦] ٢/ ٢.

٤ - (إبراهيم) بن يزيد بن قيس النخعيّ، أبو عمران الكوفيّ، ثقة فقيه، يرسل كثيرًا [٥] ٢٩/ ٣٣.

٥ - (الأسود) بن يزيد النخعيّ، أبو عمرو الكوفيّ، مخضرم ثقة مكثر فقيه [٢] ٢٩/ ٣٣.

٦ - (عائشة) بنت الصدّيق - رضي اللَّه تعالى عنهما - ٥/ ٥. واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من سداسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، فقد تفرّد به هو، وأبو داود. (ومنها): أنه مسلسل بالكوفيين، غير شيخه، فمصّيصيّ، وعائشة - رضي اللَّه عنها - فمدنية. (ومنها): أن فيه رواية تابعي عن تابعيّ، وفيه رواية الراوي عن خاله، فالأسود خال لإبراهيم، فإن أمه مليكة بنت يزيد، وفيه عائشة - رضي اللَّه تعالى عنها - من المكثرين السبعة، روت (٢٢١٠) من الأحاديث. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عَنْ عَائِشَةَ) - رضي اللَّه تعالى عنها -، أنها (قَالَتْ: خَرَجْنَا) أي من المدينة (مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -) وتقدم في -١٦/ ٢٦٥٠ - أنها قالت: خرجنا مع رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - لخمس بقين من ذي القعدة … " (وَلَا نُرَى إِلاَّ الْحَجَّ) بضم النون، ألا نظنّ، وبفتحها، وهو أقرب، أي لا نعزم، ولا ننوي (فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ، طُفْنَا بالْبَيْتِ) المراد طواف الصحابة غيرها، وإلا فهي حائض، لم تطف، كما يأتي قريبًا. وجمَلة "طفنا" جواب "لمّّا" (أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ