للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عمر - رضي اللَّه تعالى عنهما - (فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: "إِذَا كُنْتَ بَيْنَ الأَخْشَبَيْنِ مِنْ مِنًى) بلفظ التثنية: جبلا مكّة المطيفان بها. قال ابن الأثير: وهما أبو قبيس والأحمر، وهو جبل مشرف وجهه على قُعَيقعان. وقال ياقوت: جبلان يضافان إلى مكة، وتارة إلى منى، وهما واحد، أحدهما أبو قبيس، والآخر قُعَيعان، ويقال: بل هما أبو قبيس، والجبل الأحمر المشرف هنالك انتهى (١). وقال ابن وهب: أراد بهما الجبلين اللذين تحت العقبة بمنى، فوق المسجد، والأخشاب الجبالُ. وقال إسماعيل: الأخشاب يقال: إنها اسم لجبال مكة ومنى خاصّة. قاله الزرقانيّ (٢) (وَنَفَحَ بِيَدِهِ) هكذا في النسخة "الهندية" بالحاء المهملة، وقال السندي -رحمه اللَّه تعالى- في شرحه: "ونفح بيده" بالحاء المهملة: أي رمى، وأشار بيده انتهى.

ووقع في النسخ المطبوعة من "المجتبى"، وكذا في "الكبرى" مضبوطًا بخاء معجمة، والظاهر أنه تصحيف.

قال العلامة أحمد محمد شاكر -رحمه اللَّه تعالى- فيما كتبه على "مسند أحمد": ما نصّه: "نفح بيده" بالحاء المهملة، كما ثبت في "ك م" المخطوطتين من "المسند"، وكذلك في نسخة من النسائيّ عندي، مخطوطة سنة (١١١٣)، وكذلك في النسختين المطبوعتين منه بمصر والهند، وزاد مصحح الطبعة الهندية (ص٤٧٠) ضبطها بحاء مهملة، وكذلك هي بالحاء المهملة في نسخة "الموطإ" مخطوطة الشيخ عابد السنديّ، وكذلك رسم بالمهملة في "معجم ما استعجم" للبكريّ عند ذكره الحديث مرّتين ١٢٤، ٧٣٣.

وفي "المسند"، و"الموطإ" طبعة الحلبيّ، والنسائيّ مخطوطة الشيخ عابد السنديّ: "نفخ" بنقطة فوق الخاء، وكذلك ضبطه الزرقانيّ في "شرح الموطإ" ٢/ ٢٨٤ بخاء معجمه.

قال: وأنا أرجّح أن يكون بالحاء المهملة؛ لأن النفخ بالمعجمة هو المعروف من إخراج الريح من الفم وغيره، واستعماله في معنى الإشارة باليد من المجاز البعيد الذي يحتاج إلى تكقف شديد. وأما النفح بالمهملة، فإنه الضرب والرمي باليد، أو الرجل، ومنه حديث: "المكثرون هم المقلّون، إلا من نفح فيه يمينه وشماله". قال ابن الأثير: أي ضرب بيده فيه بالعطاء، ومنه قولهم: نفحت الدابّة: أي رمحت برجلها، ورمت بحدّ حافرها. انتهى كلام أحمد محمد شاكر -رحمه اللَّه تعالى- (٣).


(١) - راجع تحقيق أحمد شاكر لمسند أحمد ج ٩/ص٨٢ - ٨٣.
(٢) - "شرح الزرقاني على الموطّأ" ٢/ ٣٩٩.
(٣) - راجع "شرح المسند" ٩/ ٨٢ - ٨٣.