للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: ما رجّحه أحمد شاكر -رحمه اللَّه تعالى- من ضبط "نفح" بالحاء المهملة هو الذي يترجّح عندي. واللَّه تعالى أعلم.

(نَحْوَ الْمَشْرِقِ) قال البونيّ: أحسب ابن عمر ظنّ أن عمران يعلم الوادي الذي فيه المزدلفة، ولذلك كرّر عليه السؤال انتهى (فَإِن هُنَاكَ وَادِيًا) وهو على أربعة أميال منها، قال أبو ذؤيب:

بِآيَةِ مَا وَقَفْتُ وَالرِّكَا … ب بَيْنَ الْحَجُونِ وَبَيْنَ السِّرَرْ

وفي بعض الأحاديث إنها بالمَأْزِمَين من منى، كانت فيه دَوْحة. أفاده المرتضى في "شرح القاموس" (١).

(يُقَالُ لَهُ: السُّرَّبَةُ) هكذا نسخ "المجتبى" بالباء الموحّدة بعد الراء، وضبطه السنديّ في "شرحه" بضمّ السين، وفتح الراء المشدّدة. والذي في "الكبرى": "السّريّة" بالياء التحتانيّة، والظاهر أنه الصواب، والأول تصحيف، وهو بضم السين، وتشديد الراء بلفظ النسبة إلى السُّرّ.

(وَفِي حَدِيثِ الْحَارِثِ) يعني ابن مسكين (يُقَالُ لَهُ: السُّرَرُ) بضمّ السين، وفتح الراء. وقيل: هو بفتح السين والراء. وقيل: بكسر السين. قاله ابن الأثير (٢).

وقال المرتضى في "شرح القاموس": وهذا الموضع يسمى وادي السرر -بضم السين، وفتح الراء. وقيل: هو بالتحريك. وقيل: بالكسر، كما ضبطه صاحب "القاموس"، وبالتحريك ضبطه العلّامة عبد القادر بن عمر البغدادي اللغويّ في "شرح شواهد الرضيّ".

(بِهِ) أي فيه (سَرْحَةٌ) وفي رواية "الموطإ": "شجرة" (سُرَّ) بضم السين، وتشديد الراء (تحتَهَا سَبْعُونَ نَبِيًّا) أي وُلِدوا تحت تلك السّرْحة، فقُطع سُرُّهم، وهو بالضمّ: ما تقطعه القابلة من سُرّة الصبيّ، كما في "النهاية"، قال الزرقانيّ: فقول السيوطيّ: أي قُمعت سُرّتهم، إذ وُلدوا تحتها مجازٌ، سُمّي السُّرُّ سُرّةً؛ لعلاقة المجاورة.

وقال مالك: بُشروا تحتها بما يسرّهم. قال ابن حبيب: فهو من السرور: أي تنبّؤوا تحتها واحدٌ بعد واحد، فسُرّوا بذلك، وبه أقول انتهى كلام الزرقاني (٣). قال أحمد شاكر: والظاهر عندي أنه الأصحّ.

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الذي نُقل عن مالك في معنى "سُرّ" أقرب


(١) - "تاج العروس" ٣/ ٢٦٤.
(٢) - "النهاية" ٢/ ٣٥٩.
(٣) - "شرح الموطّأ" للزرقانيّ ٢/ ٣٩٩.