للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الشافعيّ: حصى الخذف أصغر من الأنملة طولاً وعرضًا، ومنهم من قال بقدر الباقلاً.

وقال النوويّ: بقدر النواة، وكل هذه المقادير متقاربة لأن الخذف بالمعجمتين لا يكون إلا بالصغير (١).

وفي رواية أبي داود: "فوضع إصبعيه السبّابتين، وفي بعض النسخ: "فوضع إصبعيه السبابتين في أذنيه، ثم قال: "بحصى الخَذْف". قال الشوكانيّ: وإنما فعل ذلك؛ ليكون أبلغ، وأجمع لصوته في خطبته، ولهذا كان بلالٌ يضع إصبعيه في صماخ أذنيه في الأذان، وعلى هذا ففي الكلام تقديم، وتأخير، وتقديره: فوضع إصبعيه السبابتين في أذنيه حتى بلغ الجمار.

قال: قوله: "ثم قال" يحتمل أن يكون المراد بالقول القول النفسيّ كما قال تعالى: {وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ} [سورة المجادلة: ٨]، ويكون المراد به هنا النيّة للرمي، قال أبو حيّان: وتراكيب القول الست (٢) تدلّ على معنى الخفّة والسرعة، فلهذا عبّر هنا بالقول. وعند البيهقيّ: "ووضع إصبعيه السبابتين إحداهما على الأخرى". أي ليريهم مقدار الحصى الذي يُرمى به الجمار، وعليه فيكون هذا بيانًا بالفعل.

(وَأَمَرَ الْمُهَاجِرِينَ أَنْ يَنْزِلُوا فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ) أي مقدّم مسجد الخيف الذي بمنى، ولعلّ المراد بالمقدم الجهة أي جهة مقدم المَسجد (وَأَمَرَ الْأَنْصَارَ أَنْ يَنْزِلُوا فِي مُؤَخَّرِ الْمَسْجِدِ) زاد في رواية: "ثم نَزَلَ الناسُ بعد ذلك". بتخفيف الزاي، ورفع "الناس" على الفاعلية، أو بتشديها، ونصب "الناس". واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): في درجته:

حديث عبد الرحمن بن معاذ - رضي اللَّه تعالى عنه - هذا صحيح.

(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه- ١٨٩/ ٢٩٩٧ - وأخرجه (د) في "المناسك" ١٩٥٧ (أحمد) في "مسند المدنيين" ١٦١٥٢. واللَّه تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

(منها): استحباب خطبة الإمام في منى؛ ليعلّمهم ما تبقّى من أعمال الحجّ.


(١) - "نيل الأوطار" ٥/ ٨٣.
(٢) - لعله أراد بالست المصدر، والماضي، والمضارع، والأمر، واسم الفاعل، واسم المفعول. واللَّه تعالى أعلم.