إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ, عَنْ كُرَيْبٍ, عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, نَزَلَ الشِّعْبَ الَّذِي يَنْزِلُهُ الأُمَرَاءُ, فَبَالَ ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا خَفِيفًا, فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, الصَّلَاةَ, قَالَ: «الصَّلَاةُ أَمَامَكَ» , فَلَمَّا أَتَيْنَا الْمُزْدَلِفَةَ, لَمْ يَحُلَّ آخِرُ النَّاسِ حَتَّى صَلَّى).
رجال هذا الإسناد: ستة:
١ - (محمود بن غيلان) العدويّ مولاهم، أبو أحمد المروزيّ، نزيل بغداد، ثقة [١٠] ٣٣/ ٣٧.
٢ - (وكيع) بن الجرّاح المذكور قبل بابين.
٣ - (سفيان) الثوريّ المذكور في الباب الماضي.
٤ - (إبراهيم بن عُقبة) بن أبي عيّاش الأسديّ مولاهم المدنيّ، أخو موسى، ثقة [٦] ٥٠/ ٦٠٩.
٥ - (كُريب) بن أبي مسلم الهاشميّ، مولى ابن عبّاس، أبو رِشْدين المدنيّ، ثقة [٣] ١٦١/ ٢٥٣.
٦ - (أُسامة بن زيد) - رضي اللَّه تعالى عنهما - المذكور في الباب الماضي. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من سداسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين من إبراهيم. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ) - رضي اللَّه تعالى عنهما - (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -، نَزَلَ الشِّعْبَ الَّذِي يَنْزِلُهُ الأُمَرَاءُ) وأخرج الفاكهيّ عن سعيد بن جبير، قال: "دفعت مع ابن عمر من عرفة، حتى إذا وازينا الشعب الذي يصلي فيه الخلفاء المغرب دخله ابن عمر، فتنفّض فيه، ثم توضأ، وكبّر، فانطلق، حتى جاء جمعًا، فأقام، فصلّى المغرب، فلما سلّم قال: الصلاة، ثم صلّى العشاء". وأصله في الجمع بجمع عند مسلم، وأصحاب السنن.
وروى الفاكهيّ أيضًا من طريق ابن جريج، قال: قال عطاء: "أردف النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - أسامة، فلما جاء الشعب الذي يصلّي فيه الخلفاء الآن المغرب، نزل، فأهراق الماء، ثم توضّأ". قال الحافظ: وظاهر هذين الطريقين أن الخلفاء كانوا يصلّون المغرب عند الشعب المذكور قبل دخول وقت العشاء، وهو خلاف السنّة في الجمع بين الصلاتين بمزدلفة. ووقع عند مسلم من طريق محمد بن عقبة، عن كريب: "الشعب الذي يُنيخ