للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كالجبال في غير الرمل (١). وقال الخطّابيّ: الحبال ما دون الجبال في الارتفاع. انتهى.

وقوله: "هذه الصلاة" يعني صلاة صبح يوم النحر بالمزدلفة. وفي الرواية الآتية بعد حديث: "من صلّى صلاة الغداة ههنا معنا". وقوله: "قبل ذلك" أي قبل المبيت، والوقوف بالمزدلفة.

وقوله: "قضى تفثه" -بفتح المثتاة الفوقية، والفاء، والمثلّثة، أي أتمّ مدة بقاء التفث، يعني الوسخ وغيره، مما يُناسب المحرم، فحلّ له أن يُزيل عنه التّفّث بحلق الرأس، وقصّ الشارب، والأظفار، وحلق العانة، وإزالة الشعث، والدرن، والوسخ مطلقًا. أَفَادَهُ السنديّ.

وقال في "النهاية": "التَّفَثُ": هو ما يفعله المحرم بالحجّ إذا حلّ، كقصّ الشارب والأظفار، ونتف الإبط، وحلق العانة. وقيل: إذهاب الشعث، والدرن، والوسخ مطلقا. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٣٠٤٣ - (أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ,, عَنْ شُعْبَةَ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ, قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ, يَقُولُ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ مُضَرِّسِ بْنِ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ لأْمٍ (٢) , قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم - بِجَمْعٍ, فَقُلْتُ: هَلْ لِي مِنْ حَجٍّ؟ , فَقَالَ: «مَنْ صَلَّى هَذِهِ الصَّلَاةَ مَعَنَا, وَوَقَفَ هَذَا الْمَوْقِفَ, حَتَّى يُفِيضَ, وَأَفَاضَ قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ عَرَفَاتٍ, لَيْلاً أَوْ نَهَارًا, فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ, وَقَضَى تَفَثَهُ»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد رجال الصحيح، غير شيخه، فإنه من أفراده، وهو بصريّ ثقة.

و"خالد": هو ابن الحارث الْهُجَيميّ. و"عبد اللَّه بن أبي السفَر": هو الثوريّ الكوفيّ الثقة. والحديث صحيح، وقد تقدّم تمام البحث فيه فيما قبله. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٣٠٤٤ - (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى, عَنْ إِسْمَاعِيلَ, قَالَ: أَخْبَرَنِي عَامِرٌ, قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ مُضَرِّسٍ الطَّائِيُّ, قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَقُلْتُ: أَتَيْتُكَ مِنْ جَبَلَىْ طَيِّئٍ, أَكْلَلْتُ مَطِيَّتِى, وَأَتْعَبْتُ نَفْسِي, مَا بَقِيَ مِنْ حَبْلٍ, إِلاَّ وَقَفْتُ عَلَيْهِ, فَهَلْ لِي مِنْ حَجٍّ؟ , فَقَالَ: «مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الْغَدَاةِ, هَا هُنَا مَعَنَا, وَقَدْ أَتَى عَرَفَةَ


(١) - "النهاية" ١/ ٣٣٣.
(٢) - هكذا نسخ "المجتبى" بهمزة ساكنة، بعد اللام، والذي في "الكبرى": "لام" بألف بعد اللام، بلفظ "لام" الحرفية، وهو الذي في كتب الرجال، كـ"تهذيب الكمال"، و"تهذيب التهذيب"، و"خلاصة الخزرجي". واللَّه تعالى أعلم.