للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لو أجابه بأن جميع ما ذكره ليس في سبيل اللَّه احتمل أن يكون ما عدا ذلك كلّه في سبيل اللَّه، وليس كذلك، فعدل إلى لفظ جامع، عَدَلَ به عن الجواب عن ماهيّة القتال إلى حال المقاتل، فتضمّن الجواب وزيادة.

ويحتمل أن يكون الضمير في قوله: "فهو" راجعًا إلى القتال الذي في ضمن "قاتل"، أي فقتاله في سبيل اللَّه.

واشتمل طلب إعلاء كلمة اللَّه على طلب رضاه، وطلب ثوابه، وطلب دحض أعدائه، وكلّها متلازمة.

والحاصل مما ذُكر أن القتال منشؤه القوّة العقليّة، والقوّةُ الغضبيّة، والقوّة الشهوانيّة، ولا يكون في سبيل اللَّه إلا الأول.

وقال ابن بطّال: إنما عدل النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - عن لفظ جواب السائل؛ لأن الغضب والحميّةَ قد يكونان للَّه، فعدل النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - عن ذلك إلى لفظ جامع، فأفاد دفع الإلباس، وزيادة الإفهام (١). واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): في درجته:

حديث أبي موسى الأشعريّ - رضي اللَّه تعالى عنه - هذا متّفق عليه.

(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا- ٢١/ ٣١٣٧ - وفي "الكبرى" ١٧/ ٤٣٤٤. وأخرجه (خ) في "العلم" ١٢٣ و"الجهاد والسير" ٢٨١٠ و"فرض الخمس" ٣١٢٦ و"التوحيد" ٧٤٥٨ (م) في "الجهاد" ١٩٠٤ (د) في "الجهاد" ٢٥١٧ (ت) في "فضائل الجهاد" ١٦٤٦ (ق) في "الجهاد" ٢٧٨٣ (أحمد) في "مسند الكوفيين" ١٨٩٩٩ و ١٩٠٩٩ و ١٩١٣٤ و ١٩٢٤٠. واللَّه تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

(منها): ما ترجم له المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو بيان فضل من قاتل لتكون كلمة هي العليا. (ومنها): أن فيه بيان أن الأعمال إنما تحسب بالنيّة الصاحة، فهو شاهد لحديث: "إنما الأعمال بالنيات … " الحديث. (ومنها): أن الإخلاص شرط في العبادة، فمن كان له الباعث على العمل هو الأمر الدنيويّ، فلا شكّ في بطلان عمله،


(١) - "فتح" ٦/ ١٠٩ - ١١٠.