٦ - (عَمْرو بْنُ عَبَسَةَ) -بموحّدة، ومهملتين، مفتوحات- ابن عامر بن خالد السُّلَميّ، أبو نَجِيح، صحابي مشهور، أسلم قديمًا، وهاجر بعد أُحُد، ثم نزل الشام-١٠٨/ ١٤٧ - . واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
منها: أنه من سداسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، فتفرد به هو وابو داود، وابن ماجه، وبقية أخرج له مسلم في المتابعات. (ومنها): أنه مسلسل بالحمصيين. (ومنها): أن فيه رواية تابعي، عن تابعي، وصحابي، عن صحابي، إن ثبتت صحبة شرحبيل، كما هو قول الأكثرين، وإلا ففيه ثلاثة من التابعين يروي بعضهم عن بعض. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ) الكنديّ الشاميّ (أَنَّهُ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ) السُّلَميّ - رضي اللَّه تعالى عنه - (يَا عَمْرُو، حَدِّثْنَا حَدِيثًا، سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -) زاد في الرواية الآتية بعد حديثين من طريق خالد بن زيد، عن شُرَحبيل بن السِّمْط:"ليس فيه نسيانٌ ولا تنقّصٌ"(قَالَ) عمرو بن عبسة - رضي اللَّه عنه - (سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -، يَقُولُ:"مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى) أي مارس الجهاد حتى يشيب طائفة من شعره. ويحتمل أن يكون المراد بـ"سبيل اللَّه" الإسلام، ويؤيّده رواية: "من شاب في الإسلام شيبةً"، والأول أظهر (كَانَتْ) أي الشيبة (لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ رَمَى بِسَهْم فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى، بَلَغَ الْعَدُوَّ) بتخفيف اللام من "بلغ"، وضميره للسهم، أو بتشديدها، والضمير لـ"من"، والمفعول الثاني محذوفٌ، أي سهمه، والأول أقرب (أَوْ لَمْ يَبْلُغْ، كَانَ لَهُ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ) أي كان ثوابه كثواب عتق رقبة، وقد بين ثوابه العتق بقوله (وَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَة مُؤْمِنَة، كَانَت) تلك الرقبةْ (لَهُ فِدَاءَهُ مِنَ النَّارِ) أي ينجو بسببها من دخول النار، لا أنها تكون تدخل النار بدلاً عنه، واللَّه تعالى أعلم (عُضْوًا بعُضْوٍ) منصوب على الحال، كقولهم: باع يدًا بيد، أي مناجزةً، والتقدير هنا: أي مُقَابَلاً كلّ عضو منه بكلّ عضو منه. قال ابن ما لك في "الخلاصة":