للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

صرّح في هذه الرواية بأنه أخوه، وصرّح في بعض الروايات أنه عمه.

قال الحافظ في "الإصابة": فيمكن التوفيق بأن يكون أخاه من أمّه على ما كانت الجاهليّة تفعله، أو من الرضاع. انتهى (١) (قِتَالاً شَدِيدًا، مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -، فَارْتَدَّ عَلَيْهِ سَيْفْهُ) أي عاد إليه سيف نفسه حينما يحاول أن يضرب به مرحبًا اليهوديّ، حيث بارزه، يرتجز، ويقول:

قَدْ عَلِمَتْ خَيبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ … شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مّجَرَّبُ

إِذَا الْحُرُوبِ … أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ

فقال عامر:

قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي عَامِرُ … شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مَغَامِرُ

فاختلفا بضربتين، فوقع سيف مرحب في ترس عامر، ورجع سيف عامر على ساقه. ثم إن رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - أعطى الراية لعليّ - رضي اللَّه عنه -، وكان أرمد، فبصق - صلى اللَّه عليه وسلم - في عينيه فبرأ، وخرج مرحب، فقال:

قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ إلى آخر ما تقدّم، فقال عليّ - رضي اللَّه عنه -:

أَنَا الَّذِي سَمَّتنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ (٢) … كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَهْ

أُوفِيهِمُ بِالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ (٣)

فضرب رأس مرحب، فقتله، ثم كان الفتح على يديه - رضي اللَّه تعالى عنه -.

(فَقَتَلَهُ) أي قتل أخاه سيف نفسه (فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - فِي ذَلِكَ) أي شأن قتل عامر نفسه بنفسه (وَشَكُّوا فِيهِ) بتشديد الكاف، والجملة معترضة بين القول ومقوله، ويحتمل أن تكون حالية، والحال أنهم شكّوا في صحّة شهادته (رَجُلٌ مَاتَ بِسِلَاحِهِ) أي خبر لمحذوف، والجملة في محلّ نصب مقول القول، أي قالوا: هو رجل مات بسبب


(١) - "الإصابة في تمييز الصحابة" ٥/ ٢٨٠ - ٢٨١.
(٢) - حيدرة اسم للأسد، وكان عليّ - رضي اللَّه عنه - قد سُمْي أسدًا في أول ولادته، وكان مرحب قد رأى في المنام أن أسدًا يقتله، فذكّره عليّ - رضي اللَّه عنه - ذلك ليُخيفه، ويضعف نفسه، قالوا: وكانت أمّ عليّ سمّته أول ولادته أسدًا باسم جدّه لأمه أسد بن هشام بن عبد مناف، وكان أبو طالب غائبًا، فلما قدِمَ سمّاه عليًّا، وسمّي الأسد حيدرة لغلظه، والحادر الغليظ القويّ، ومراده أنا الأسد على جرأته، وإقدامه، وقوّته. انتهى شرح النوويّ ١٢/ ٣٩١.
(٣) - معناه أقتل الأعداء قتلا واسعًا ذريعًا. والسندرة مكيال واسع. وقيل: هي العجلة، أي أقتلهم عاجلاً. وقيل: مأخوذ من السندرة، وهي شجرة الصنوبر يُعمل منها النبل والقَسِيّ. قاله في "شرح النوويّ"١٢/ ٣٩١.