مسافر، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وسعيد بن المسيّب، كلاهما ممن أبي هريرة - رضي اللَّه عنه -، وتقدّم هناك شرحه مستوفًى، وكذا بيان مسائله، فراجعه تستفد. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٣١٥٣ - (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي, عَنْ شُعَيْبٍ, عَنِ الزُّهْرِيِّ,, قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ,, قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, يَقُولُ «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ, لَوْلَا أَنَّ رِجَالاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ, لَا تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ بِأَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي, وَلَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ, مَا تَخَلَّفْتُ عَنْ سَرِيَّةٍ, تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللهِ, وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ, لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ, ثُمَّ أُحْيَا, ثُمَّ أُقْتَلُ, ثُمَّ أُحْيَا, ثُمَّ أُقْتَلُ»).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد رجال الصحيح، غير شيخه، وشيخ شيخه، فقد تفرد بهما المصنّف، وأبو داود، وابن ماجه، وهما ثقات. و"شعيب" هنا: هو ابن أبي حمزة.
والحديث صحيح، والكلام فيه كالكلام على ما قبله. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٣١٥٤ - (أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ, قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ, عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ, عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ, عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ, عَنِ ابْنِ أَبِي عَمِيرَةَ, أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قَالَ: «مَا مِنَ النَّاسِ, مِنْ نَفْسٍ مُسْلِمَةٍ, يَقْبِضُهَا رَبُّهَا, تُحِبُّ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْكُمْ, وَأَنَّ لَهَا الدُّنْيَا, وَمَا فِيهَا غَيْرُ الشَّهِيدِ».
قَالَ ابْنُ أَبِي عَمِيرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «وَلأَنْ أُقْتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ, أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي أَهْلُ الْوَبَرِ وَالْمَدَرِ»).
رجال هذا الإسناد: ستة:
١ - (عمرو بن عثمان) أبو حفص الحمصي، صدوق [١٠] ٢١/ ٥٣٥، وهو المتقدّم في السند الماضي.
٢ - (بقية) الوليد الحمصيّ، صدوق، كثير التدليس عن الضعفاء، ويُسَوّي [٨] ٤٥/ ٥٥.
٣ - (بحير بن سعد) أبو خالد السَّحُوليّ الحمصيّ، ثقة ثبت [٦] ١/ ٦٨٨.
[تنبيه]: "بَحِير" -بفتح الموحّدة، وكسر الحاء المهملة، و"سعد" بفتح، فسكون هو الصواب، ويقع فيه التصحيف في الكتب كثيرًا إلى "سعيد"، فليُتنبّه،. واللَّه تعالى أعلم.
٤ - (خالد بن معدان) أبو عبد اللَّه الحمصيّ، ثقة عابد [٣] ١/ ٦٨٨.
٥ - (جُبير بن نُفير) الحمصيّ المخضرم الثقة الجليل [٢] ٥٠/ ٦٢.