جَدِّهِ, أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - قَالَ:«مَنْ سَأَلَ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ, بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ, وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ»).
رجال هذا الإسناد: ستة:
١ - (يونس بن عبد الأعلى) الصَّدّفيُّ المصريّ، ثقة، من صغار [١٠] ١/ ٤٤٩.
٢ - (ابن وهب) عبد اللَّه المصري الثقة الثبت العابد [٩] ٩/ ٩.
٣ - (عبد الرحمن بن شريح) المعافري، أبو شريح الإسكندراني، ثقة فاضل [٧] ٩/ ٣١١٧.
٤ - (سهل بن أيى أمامة) الأنصاريّ الأوسيّ المدنيّ، نزيل مصر، ثقة [٥].
قال عثمان الدراميّ عن ابن معين: ثقة. وكذا قال العجليّ. وذكره ابن حبّان في "الثقات". قال ابن يونس: تُوفّي بالإسكندرية. روى له الجماعة، سوى البخاريّ، وله عند المصنّف حديث الباب فقط.
٥ - (أبوه) أبو أمامة أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري المدني، له رؤية، ولم يسمع [٢] ٨/ ٥٠٩.
٦ - (جده) سهل بن حُنيف الأنصاري الأوسي الصحابي الشهير - رضي اللَّه عنه - ٩/ ٦٩٩. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هدا الإسناد:
منها: أنه من سداسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أنه مسلسلٌ بالمصريين إلى سهل بن أبي أمامة مدنيون. (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ، ورواية الراوي عن أبيه، عن جدّه، ورواية صحابيّ، عن صحابيّ؛ لأن أبا أمامة صحابيّ رؤيةً، وإن كان تابعيًّا روايةً. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
عن سهل بن أبي أمامة (عن أبيه) أبي أمامة أسعد بن سهل الأنصاريّ المدنيّ، مشهور بكنيته، معدود في الصحابة لرؤيته، ولكن لم يسمع شيئًا، مات سنة (١٠٠) وله (٩٢) سنة (عن جدّه) سهل بن حُنيف -بضم المهملة مصغْرًا- ابن واهب بن الْعُكَيم الأنصاريّ الأوسيّ، صحابيّ، شهد بدرًا، واستخلفه عليّ - رضي اللَّه تعالى عنهما - على البصرة، ومات في خلافته (أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - قَالَ: "مَنْ سَأَلَ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- الشَّهَادَةَ بصِدْقٍ) أي لا لمجرّد الرغبة في فضل الشهداء من غير أن يرضى بحصولها إن حصَلت، وسؤال الشهادة مرجعه سؤال الموت الذي لا مَحالَةَ واقعٌ على أحسن حال، وهو فناء النفس في