سبيل اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-، وتحصيل رضاه، وهو محبوب من هذه الجهة، فيجوز أن يسألها، ولا يضرّ ما يلزمه من معصية الكافر، وفرحة الأعداء، وحزن الأولياء فليتأمل. قاله السنديّ (١) (بَلَّغَهُ) بتشديد اللام (اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ) لنيّته الصادقة (وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ) أي وإن لم يُقتل في سبيل اللَّه تعالى. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): في درجته: حديث سهل بن حُنيف - رضي اللَّه تعالى عنه - هذا أخرجه مسلم.
(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنف له، وفيمن أخرجه معه:
أخرجه هنا-٣٦/ ٣١٦٣ - وفي "الكبرى" ٣٢/ ٤٣٧٠. وأخرجه (م) في "الإمارة" ١٩٠٩ (د) في "الصلاة" ١٥٢٠ (ت) في فضائل الجهاد" ١٦٥٣ (ق) في "الجهاد" ٢٧٩٧ (الدراميّ) في "الجهاد" ٢٤٠٧. واللَّه تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
(منها): ما ترجم له المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، وهو الحثّ على طلب الشهادة في سبيل اللَّه تعالى. (ومنها): استحباب نيّة الخير. (ومنها): بيان فضل صدف النيّة، حيث استوجب من سأل اللَّه تعالى الشهادة بسبب صدق نيّته درجةَ الشهادة. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٣١٦٤ - (أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى, قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ, قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْحَضْرَمِيِّ, أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ حُجَيْرَةَ, يُخْبِرُ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ, أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - قَالَ: «خَمْسٌ, مَنْ قُبِضَ فِي شَيْءٍ مِنْهُنَّ, فَهُوَ شَهِيدٌ: الْمَقْتُولُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ, وَالْغَرِقُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ, وَالْمَبْطُونُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ, وَالْمَطْعُونُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ, وَالنُّفَسَاءُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ»).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: مناسبة هذا الحديث للباب فيه بُعْد لا يخفى. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.
ورجال إسناده: ستة، كلهم تقدّموا في السند الماضي، إلا ثلاثة:
١ - (عبد اللَّه بن ثعلبة الحضرميّ) المصريّ، مقبول [٦].
روى عن عبد الرحمن بن حُجَيرة. وعنه أبو شُريح عبد الرحمن بن شُريح. ذكره ابن
(١) - "شرح السنديّ" ٦/ ٣٧.