ليست بالمظهر، وإنما هي بالتقوى، والإخلاص، والورع، كما قال اللَّه تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: ١٣]. (ومنها): استحباب الغزو مع الضعفاء؛ رجاء النصر بسببهم. (ومنها): فضيلة الدعاء، والصلاة، والإخلاص للَّه سبحانه وتعالى، حيث كانت سببًا لانتصار الجيوش على أعداء الإسلام. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٣١٨٠ - (أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ, قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ, قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ, قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَرْطَاةَ الْفَزَارِيُّ, عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيِّ, أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الدَّرْدَاءِ, يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - يَقُولُ: «ابْغُونِي الضَّعِيفَ, فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا تُرْزَقُونَ, وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ»).
رجال هذا الإسناد: ستة:
١ - (يحيى بن عثمان) الحمصيّ، صدوق عابد [١٠] ٢٩/ ٨١٧.
٢ - (عمر بن عبد الواحد) السلميّ الدمشقيّ، ثقة [٩] ٤٥/ ٥٦.
٣ - (ابن جابر) عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزديّ، أبو عتبة الشاميّ الدارانيّ، ثقة [٧] ٤٥/ ٥٩٥.
٤ - (زيد بن أرطاة الفزاريّ) الدمشقيّ، أخو عديّ، ثقة عابدٌ [٥].
قال العجليّ: شاميّ، تابعيّ ثقة. وقال دُحَيم، والنسائيّ: ثقة. وقال أبو حاتم: لا بأس به. وذكره ابن حبّان في "الثقات". روى له أبو داود، والترمذيّ، والمصنّف، وله في هذا الكتاب حديث الباب فقط.
٥ - (جُبير بن نُفير الْحَضْرميّ) الحمصيّ مخضرم، ثقة، جليل [٢] ٥٠/ ٦٢.
٦ - (أبو الدرداء) عُويمر بن زيد بن قيس الأنصاريّ الصحابيّ المشهور، شهد أحدًا، وما بعدها، ومات - رضي اللَّه عنه - في آخر خلافة عثمان - رضي اللَّه عنه -، وقيل: عاش بعد ذلك، تقدّمت ترجمته في ٤٨/ ٨٤٧. واللَّه تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
(منها): أنه من سداسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم ثقات. (ومنها): أنه مسلسلٌ بالشاميين، وفيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ مخضرم. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ جُبَيْرِ بْن نُفَيْرِ الْحَضْرَمِيِّ، أنَّهُ سَمِعَ أَبَا الدَّرْدَاءِ) - رضي اللَّه تعالى عنه - (يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - يَقُولُ: "ابْغُونِي) بوصل الهمزة، ثلاثيًا، يقال: بغيتك الشيءَ،