للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال الشيخ العطّار [من الوافر]:

نُحَاةَ الْعَصْرِ مَا حَرْفٌ إِذَا مَا … تَحَرَّكَ حَازَ أَجْزَاءَ الْكَلَامِ

بِهِ التَّحْرِيكُ قَامَ مَقَامَ فِعْلِ … بِهِ اسْتَتَرَ الضَّمِيرُ عَلَى الدّوَامِ

انتهى ما كتبه الخضريّ في "حاشيته" المذكورة (١). وهو بحث نفيس في بابه، فاستوعبه بالتفصيل. وباللَّه تعالى التوفيق.

(فِيَّ) بتشديد الياء؛ لأن ياء "في" الجارّة أدغمت في ياء المتكلم، أي في شأني (رَأيَكَ) مفعول مطلق لـ"رأ".

زاد في الرواية الآتية في -٤١/ ٣٢٨١ - : "فسكت، فلم يُجبها النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - بشيء، ثم قامت، فقالت: يا رسول اللَّه إنها قد وهبت نفسها لك، قرأ فيها رأيك … ". وفي رواية يعقوب بن عبد الرحمن الآتية في -٦٢/ ٣٣٤٠ - "فقالت: يا رسول اللَّه جئت لأهب نفسي لك، فنظر إليها رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، فصعّد النظر إليها، وصوّبه، ثم طأطأ رأسه، فلما رأت المرأة أنه لم يَقْضِ فيها شيئًا جلست … ". وفي رواية البخاريّ: "فقالت: يا رسول اللَّه، إنها قد وهبت نفسها له، فر فيها رأيك، فلم يجبها شيئًا، ثم قامت، فقالت: يا رسول اللَّه، إنها قد وهبت نفسها لك، فر فيها رأيك، فلم يجبها شيئًا، ثم قامت الثالثة، فقالت: إنها قد وهبت نفسها لك، فر فيها رأيك … ".

قال في "الفتح": قوله: "فلم يجبها شيئًا" في رواية معمر والثوري: "فصمت"، وفي رواية يعقوب، وابن أبي حازم، وهشام بن صعد: "فنظر إليها، فصعّد النظر إليها، وصوبه"، وهو بتشديد العين من صعّد، والواو من صوّب، والمراد أنه نظر أعلاها وأسفلها، والتشديد للمبالغة في التأمّل، وإما للتكرير، وبالثاني جزم القرطبيّ في "المفهم"، قال: أي نظر أعلاها وأسفلها مرارًا. ووقع في رواية فضيل بن سليمان: "فخفّض فيها البصر، ورفعه"، وهما بالتشديد أيضًا.

وقوله: "ثم قامت، فقالت" وقع هذا في رواية المستملي، والكشميهني، وسياق لفظها كالأول، وعندهما أيضًا: "ثم قامت الثالثة"، وسياقها كذلك. وفي رواية معمر، والثوريّ معًا عند الطبرانيّ: "فصمت، ثم عرضت نفسها عليه، فصمت، فلقد رأيتها قائمة مليًّا، تَعْرِض نفسها عليه، وهو صامت". وفي رواية مالك: "فقامت طويلاً"، ومثله للثوريّ عنه. وفي رواية مبشّر: "فقامت حتى رثينا لها من طول القيام"، زاد في رواية يعقوب، وابن أبي حازم: "فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئًا جلست". ووقع في رواية حماد بن زيد: "أنها وهبت نفسها للَّه ولرسوله، فقال: ما لي في النساء حاجة".


(١) - "حاشية الخضري على شرح ابن عقيل على الخلاصة" ١/ ٣٨ - ٣٩.