للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: قصّة البكر ستأتي عند المصنّف في الباب التالي إن شاء اللَّه تعالى.

وقال البيهقيّ: إن ثبت الحديث في البكر حُمل على أنها زُوّجت بغير كفء. واللَّه أعلم.

قال الحافظ: وهذا الجواب هو المعتمد، فإنها واقعة عين، فلا يثبت الحكم فيها تعميمًا، وأما الطعن في الحديث، فلا معنى له، فإن طرقه يقوي بعضها بعضًا.

ولقصّة خنساء بنت خدام طريقٌ أخرى، أخرجها الدارقطنيّ، والطبرانيّ، من طريق هُشيم، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة: "أن خنساء بنت خدام زوّجها أبوها، وهي كارهةٌ، فأتت النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، فردّ نكاحها"، ولم يقل فيه: بكرًا، ولا ثيّبًا. قال الدارقطنيّ: رواه أبو عوانة، عن عمر مرسلًا، لم يذكر أبا هريرة. انتهى (١).

(فَأَتَتْ رَسُولَ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -، فَرَدَّ نِكَاحَهُ) أي أبطله. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): في درجته:

حديث خنساء بنت خدام - رضي اللَّه تعالى عنها - هذا أخرجه البخاريّ.

(المسألة الثانية): في بيان مواضع ذكر المصنف له، وفيمن أخرجه معه:

أخرجه هنا-٣٥/ ٣٢٦٩ - وفي "الكبرى" ٣١/ ٥٣٨٠ و ٣٢/ ٥٣٨٢ و ٥٣٨. وأخرجه (خ) في "النكاح" ٥١٣٩ و"الإكراه" ٦٩٤٥ و"الحيل" ٦٩٦٩ (د) في "النكاح" ٢١٠١ (ق) في "النكاح" ١٨٧٣ (الموطا) في "النكاح" ١١٣٥ (الدارمي) في "النكاح" ٢١٩١ و ٢١٩٢. واللَّه تعالى أعلم.

ودلالة الحديث على ما ترجم له المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-، واضحة، حيث إنها تدلّ على أن تزويج الأب ابنته الثيّب، وهي كارهة مردود، وبقية فوائد الحديث تقدّمت في الأبواب الماضية. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".


(١) "فتح" ١٠/ ٢٤٥ - ٢٤٦.