للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هذا، وقد تركوه للخبر الوارد، فيلزمهم على هذا: إما أن يردّوا هذا الخبر، وهم لم يردّوه، أو يردّوا ما خالف الخبر، وعلى كلّ حال هو المطلوب. انتهى (١).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: قد تبيّن بما ذُكر أن ما ذهب إليه الجمهور، من أن لبن الفحل يتعلّق به التحريم هو الحقّ؛ لحديث الباب. قال ابن قدامة بعد ذكر حديث الباب؛ ما نصّه: وهذا نصّ قاطع في محلّ النزاع، فلا يُعوّل على ما خالفه انتهى (٢). واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٣٣١٥ - (أَخْبَرَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, قَالَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ, قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ, عَنْ عُرْوَةَ, أَنَّ عَائِشَةَ (٣) قَالَتْ: جَاءَ عَمِّي أَبُو الْجَعْدِ, مِنَ الرَّضَاعَةِ, فَرَدَدْتُهُ, قَالَ: وَقَالَ هِشَامٌ: هُوَ أَبُو الْقُعَيْسِ, فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَأَخْبَرْتُهُ, فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «ائْذَنِي لَهُ»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وتقدموا غير مرّة.

و"عطاء": هو ابن أبي رباح.

وقوله: "أبو الجعد" هو كنية أفلح الآتي، عمّ عائشة - رضي اللَّه تعالى عنها -.

وقوله: "وقال هشام: هو. أبو القُعيس" يعني أن هشام بن عروة قال في روايته: إن عمّ عائشة هو أبو القعيس، لكن اتفق الحفّاظ على أن الصواب أنه أخو أبي القعيس، لا أبو القعيس، وهو أفلح الآتي في الروايات الآتية، وهو أبو الجعد، وقد تقدّم بيان ذلك قبل بابين في -٤٩/ ٣٣٠٢ - فتنبّه.

والحديث متّفقٌ عليه، وقد تقدّم شرحه، وبيان مسائله بالرقم المذكور. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٣٣١٦ - (أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ, قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ أَيُّوبَ, عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ, عَنْ عُرْوَةَ, عَنْ عَائِشَةَ, أَنَّ أَخَا أَبِي الْقُعَيْسِ, اسْتَأْذَنَ عَلَى عَائِشَةَ, بَعْدَ آيَةِ الْحِجَابِ, فَأَبَتْ أَنْ تَأْذَنَ لَهُ, فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَقَالَ: «ائْذَنِي لَهُ, فَإِنَّهُ عَمُّكِ» , فَقُلْتُ: إِنَّمَا أَرْضَعَتْنِي الْمَرْأَةُ, وَلَمْ يُرْضِعْنِي الرَّجُلُ, فَقَالَ: «إِنَّهُ عَمُّكِ, فَلْيَلِجْ عَلَيْكِ»).


(١) "فتح" ١٠/ ١٨٩.
(٢) "المغني" ٩/ ٥٢١ - ٥٢٢.
(٣) وفي بعض النسخ: "أن عائشة أخبرته"، وفي بعضها: "عن عائشة" بدل "أن عائشة".