قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وكلّهم تقدّموا والنصف الأول من الإسناد بصريون، والآخر مدنيّون.
[تنبيه]: وقع في نسخ "المجتبى": ما نصّه: "حدثني أبي، عن أيوب"، وهو خطأ، والصواب كما في بعض نسخ "الكبرى"، ونحوه في "تحفة الأشراف" ج ١٢/ ص ٢٢٨ - زيادة: "عن أبيه"، فعبد الصمد لا يرويه عن أيوب مباشرة، وإنما يرويه بواسطة أبيه عبد الوارث، فتنبّه. واللَّه تعالى أعلم.
وقوله: "فذُكر الخ" بالبناء للمفعول، والذاكرة له هي عائشة - رضي اللَّه تعالى عنها -، كما سيأتي في الحديث التالي، إن شاء اللَّه تعالى.
وقولها: "إنما أرضعتني المرأة" أي امرأة أخيه، لا أخوه، كأنها ظنّت أن أحكام الرضاع تثبت بين الرضيع والمرضع فقط.
والحديث متّفقٌ عليه، كما سبق بيانه في الذي قبله. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٣٣١٧ - (أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ, أَنْبَأَنَا مَعْنٌ, قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ, عَنِ ابْنِ شِهَابٍ, عَنْ عُرْوَةَ, عَنْ عَائِشَةَ, قَالَتْ: كَانَ أَفْلَحُ أَخُو أَبِي الْقُعَيْسِ, يَسْتَأْذِنُ عَلَيَّ, وَهُوَ عَمِّي مِنَ الرَّضَاعَةِ, فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ لَهُ, حَتَّى جَاءَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَأَخْبَرْتُهُ, فَقَالَ: «ائْذَنِي لَهُ فَإِنَّهُ عَمُّكِ» , قَالَتْ عَائِشَةُ: وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ نَزَلَ الْحِجَابُ).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وكلهم تقدّموا غير مرّة.
والحديث متفق عليه، كما سبق بيانه قريبًا. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٣٣١٨ - (أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ, عَنْ سُفْيَانَ, عَنِ الزُّهْرِيِّ, وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ, عَنْ عُرْوَةَ, عَنْ عَائِشَةَ, قَالَتِ: اسْتَأْذَنَ عَلَيَّ عَمِّي, أَفْلَحُ, بَعْدَ مَا نَزَلَ الْحِجَابُ, فَلَمْ آذَنْ لَهُ, فَأَتَانِي النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَسَأَلْتُهُ؟ , فَقَالَ: «ائْذَنِي لَهُ, , فَإِنَّهُ عَمُّكِ» , قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ, إِنَّمَا أَرْضَعَتْنِي الْمَرْأَةُ, وَلَمْ يُرْضِعْنِي الرَّجُلُ, قَالَ: «ائْذَنِي لَهُ تَرِبَتْ يَمِينُكِ, فَإِنَّهُ عَمُّكِ»).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وتقدّموا. و"سفيان": هو ابن عيينة.
[تنبيه]: قوله: "وهشام بن عروة" بالجرّ عطفًا على "الزهريّ"، فسفيان يروي هذا الحديث من كلّ من الزهريّ، وعروة، وكلاهما يرويانه عن عروة. فتنبّه. واللَّه تعالى أعلم.