وقوله: "تربت يمينك"، إنما قاله إظهارًا لكراهية ذكر هذا الكلام، فإنه معلوم أن المرأة هي التي تُرضع، لا الرجل.
والحديث متّفقٌ عليه، كما سبق بيانه. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٣٣١٩ - (أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَسْوَدِ, وَإِسْحَاقُ بْنُ بَكْرٍ, قَالَا: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ, عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ, عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ, عَنْ عُرْوَةَ, عَنْ عَائِشَةَ, قَالَتْ: جَاءَ أَفْلَحُ, أَخُو أَبِي الْقُعَيْسِ, يَسْتَأْذِنُ, فَقُلْتُ: لَا آذَنُ لَهُ, حَتَّى أَسْتَأْذِنَ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَلَمَّا جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قُلْتُ لَهُ: جَاءَ أَفْلَحُ أَخُو أَبِي الْقُعَيْسِ, يَسْتَأْذِنُ, فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ لَهُ, فَقَالَ: «ائْذَنِي لَهُ, فَإِنَّهُ عَمُّكِ» , قُلْتُ: إِنَّمَا أَرْضَعَتْنِي امْرَأَةُ أَبِي الْقُعَيْسِ, وَلَمْ يُرْضِعْنِي الرَّجُلُ, قَالَ: «ائْذَنِي لَهُ, فَإِنَّهُ عَمُّكِ»).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: (الربيع بن سليمان بن داود الجيزيّ، أبو محمد المصريّ الأعرج، ثقة [١١] ١٢٢/ ١٧٣. و"أبو الأسود": هو النضر بن عبد الجبّار المراديّ مولاهم المصريّ، ثقة، من كبار [١٠] ٦٦/ ١٨٠١. و"إسحاق بن بكر": هو أبو يعقوب المصريّ، صدوق فقيه [١٠] ١٢٢/ ١٧٣. و"بكر بن مضر": هو والد إسحاق بن بكر الراوي عنه المصريّ الثقة الثبت [٨] ١٢٢/ ١٧٣. و"جعفر بن ربيعة": هو أبو شرحبيل المصريّ الثقة [٥] ١٢٢/ ١٧٣. و"عراك بن مالك": هو الغفاريّ الكناني المدنيّ الثقة الفاضل [٣] ١٣٢/ ٢٠٧.
ومن لطائف الإسناد أن رجاله رجال الصحيح، غير شيخه، فانفرد به هو، وأبو داود، وشيخ شيخه، فانفرد به هو، وأبو داود، وابن ماجه، وهم مصريون إلى جعفر، والباقون مدنيون، وفيه ثلاثة من التابعين يروي بعضهم، عن بعض، وفيه رواية الابن، عن أبيه.
والحديث متفق عليه، وقد سبق البحث عنه قريبًا. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا باللَّه، عليه توكلت، وإليه أنيب".