للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المتوضئ أعضاءه كان ممتثلا للأمر، قالوا: روى (١) ابن عباس رضي الله عنهما "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ فغسل وجهه، ثم يديه، ثم رجليه، ثم مسح رأسه".

واحتج من أوجب الترتيب بالأحاديث الصحيحة المستفيضة عن جماعات من الصحابة في صفة وضوء النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكلهم وصفوه مرتبا مع كثرتهم، وكثرة المواطن التي رأوه فيها، وكثرة اختلافهم في صفاته في مرة ومرتين، وثلاث، وغير ذلك، ولم يثبت فيه مع اختلاف أنواعه صفة غير مرتبة، وفعله - صلى الله عليه وسلم - بيان للوضوء المأمور به، ولو جاز ترك الترتيب لتركه في بعض الأحوال لبيان الجواز كما ترك التكرار في أوقات اهـ المجموع باختصار، وتغيير جـ ١ ص ٤٤٣، ٤٤٦.

قال الجامع عفا الله عنه:

الراجح عندي قول من قال بوجوب الترتيب لما أخرجه المصنف (٢) في صفة حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث جابر رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "فابدأوا بما بدأ الله" بلفظ الأمر، وهو عند مسلم بلفظ الخبر فإنه عام، لا يقتصر على سببه عند الجمهور، كما تقرر في الأصول، وآية الوضوء مندرجة تحت ذلك العموم كما أفاده الشوكاني ج ١ ص ٢١٨.

ولأن فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - بيان للآية لأن الراجح أن الآية مجملة كما قدمنا تحقيقه في المسألة السابعة من الباب ٦٨ من الحديث ٨٤ فارجع إليه، فهذا كان الفعل بيانا للإجمال دل على الوجوب فتفطن. والله أعلم.

وبقية مباحث الحديث تقدمت في الباب ٦٨/ ٨٤.

"إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب".


(١) حديث ضعيف كما قاله النووي في المجموع [١/ ٤٤٦].
(٢) في الباب ١٦٣ في الحديث ٢٩٦٢.