(رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلبسها) ينتعل النعال السبتية (ويتوضأ فيها) أي يغسل رجليه فيها، إذ المراد بالوضوء الغسل بدليل قوله: فيها لأن "في" للظرفية، ولو أراد المسح لقال: عليها. أفاده العيني ج ٢ ص ٣٣٣، وقال السندي: ومعنى يتوضأ فيها: أي يتوضأ في حال لبسها، والمتبادر الوضوء المعتاد في حال لبسها اهـ جـ ١ ص ٨١.
وحاصل المعنى أن ابن عمر يقول: إنما أفعل هذا اتباعًا للنبي - صلى الله عليه وسلم - حيث كان يلبس النعال السبتية، ويتوضأ فيها. والله أعلم، وعليه التكلان.
مسائل تتعلق بحديث الباب
المسألة الأولى: في درجته: حديث ابن عمر هذا حديث متفق عليه.
المسألة الثانية: في ذكر من أخرجه من أصحاب الأصول. أخرجه البخاري، ومسلم، والمصنف، وأبو داود، والترمذي في الشمائل، وابن ماجه.
فأما البخاري: فأخرجه في الطهارة ٣١ عن عبد الله بن يوسف.
وفي اللباس ٣٧/ ٢ عن القعنبي- كلاهما عن مالك عن سعيد المقبري. عن عبيد بن جريج، عن ابن عمر رضي الله عنهما.
وأما مسلم: فأخرجه في الحج ٥/ ١ عن يحيى بن يحيى، عن مالك بالسند المذكور. و ٥/ ٢ عن هارون بن سعيد الأيلي، عن ابن وهب، عن أبي صخر، عن يزيد بن قسيط، عن عبيد بن جريج قال: حججت مع ابن عمر بين حج وعمرة ثنتي عشرة مرة، وساق الحديث، وفيه المخالفة لرواية المقبري في قصة الإهلال.
وأما المصنف فأخرجه هنا (٩٥) عن أبي كريب، عن ابن إدريس، عن مالك وعبيد الله بن عمر، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ثلاثتهم