للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تقدّم أن الأصحّ أنه ليس واجبًا عليه، بل يقسم من عند نفسه كرمًا وفضلاً. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٣٩٩٦ - (أَخْبَرَنِي عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارٍ الْحِمْصِيُّ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ, قَالَ: أَنْبَأَنَا شُعَيْبٌ, عَنِ الزُّهْرِيِّ,, قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ, أَنَّ عَائِشَةَ, قَالَتْ: … فَذَكَرَتْ نَحْوَهُ, وَقَالَتْ: أَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم - زَيْنَبَ, فَاسْتَأْذَنَتْ, فَأَذِنَ لَهَا, فَدَخَلَتْ, فَقَالَتْ:: نَحْوَهُ.

خَالَفَهُمَا مَعْمَرٌ رَوَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ,, عَنْ عُرْوَةَ, عَنْ عَائِشَةَ,)

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "عمران بن بكّار": هو الكَلاعيّ الْبَرّاد الحمصيّ المؤذّن، ثقة [١١] ١٧/ ١٥٤١.

و"أبو اليمان": هو الحكم بن نافع البهرانيّ الحمصيّ، ثقة ثبت [١٠] ١٤/ ٢١٣٢.

و"شُعيب": هو ابن أبي حمزة الحمصيّ ثقة ثبت عابدٌ [٧] ٦٩/ ٨٥.

وقوله: (خَالَفَهُمَا) الضمير لصالح بن كيسان، وشعيب بن أبي حمزة (مَعْمَرٌ) بن راشد البصريّ، نزيل اليمن، ثقة ثبت من كبار [٧] ١٠/ ١٠ (رَوَاة عَنِ الزُّهرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ,) يعني أن معمر بن راشد خالف صالحًا، وشعيبًا في روايته لهذا الحديث، حيث روياه عن الزهريّ، عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن عائشة - رضي اللَّه تعالى عنها -، ورواه هو عنه، عن عروة، عن عائشة - رضي اللَّه تعالى عنها -، ثم أورد المصنّف -رحمه اللَّه تعالى- رواية معمر التي خالفهما فيها، فقال:

٣٩٩٧ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ النَّيْسَابُورِيُّ, الثِّقَةُ الْمَأْمُونُ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, عَنْ مَعْمَرٍ, عَنِ الزُّهْرِيِّ, عَنْ عُرْوَةَ, عَنْ عَائِشَةَ, قَالَتِ: اجْتَمَعْنَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَأَرْسَلْنَ فَاطِمَةَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَقُلْنَ لَهَا: إِنَّ نِسَاءَكَ -وَذَكَرَ كَلِمَةً- مَعْنَاهَا: يَنْشُدْنَكَ الْعَدْلَ, فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ, قَالَتْ: فَدَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, وَهُوَ مَعَ عَائِشَةَ, فِي مِرْطِهَا, فَقَالَتْ لَهُ: إِنَّ نِسَاءَكَ أَرْسَلْنَنِي, وَهُنَّ يَنْشُدْنَكَ الْعَدْلَ فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ, فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم - «أَتُحِبِّينِي؟» , قَالَتْ: نَعَمْ, قَالَ: «فَأَحِبِّيهَا» , قَالَتْ: فَرَجَعَتْ إِلَيْهِنَّ, فَأَخْبَرَتْهُنَّ مَا قَالَ, فَقُلْنَ لَهَا: إِنَّكِ لَمْ تَصْنَعِي شَيْئًا, فَارْجِعِي إِلَيْهِ, فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَا أَرْجِعُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبَدًا, وَكَانَتِ ابْنَةَ رَسُولِ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - حَقًّا, فَأَرْسَلْنَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ, قَالَتْ عَائِشَةُ: وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَقَالَتْ: أَزْوَاجُكَ أَرْسَلْنَنِي, وَهُنَّ يَنْشُدْنَكَ الْعَدْلَ, فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ, ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيَّ تَشْتِمُنِي, فَجَعَلْتُ أُرَاقِبُ النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, وَأَنْظُرُ طَرْفَهُ, هَلْ يَأْذَنُ لِي مِنْ أَنْ أَنْتَصِرَ مِنْهَا, قَالَتْ: فَشَتَمَتْنِي, حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَا يَكْرَهُ, أَنْ أَنْتَصِرَ مِنْهَا, فَاسْتَقْبَلْتُهَا, فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ أَفْحَمْتُهَا, فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «إِنَّهَا ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ» , قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمْ أَرَ امْرَأَةً خَيْرًا, وَلَا أَكْثَرَ صَدَقَةً, وَلَا أَوْصَلَ لِلرَّحِمِ, وَأَبْذَلَ لِنَفْسِهَا فِي كُلِّ شَيْءٍ, يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى, مِنْ زَيْنَبَ, مَا عَدَا