للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والحديث أخرجه مسلم، كما سبق الكلام عليه في الذي قبله. واللَّه تعالى أعلم

بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٣٤١٤ - (أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ, قَالَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ, قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ, أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ قَيْسٍ, يَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ, تَقُولُ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنِ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم - وَعَنِّي, قُلْنَا: بَلَى, قَالَتْ: لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِي, انْقَلَبَ, فَوَضَعَ نَعْلَيْهِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ, وَوَضَعَ رِدَاءَهُ, وَبَسَطَ إِزَارَهُ عَلَى فِرَاشِهِ, وَلَمْ يَلْبَثْ إِلاَّ رَيْثَمَا ظَنَّ أَنِّي قَدْ رَقَدْتُ, ثُمَّ انْتَعَلَ رُوَيْدًا, وَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا, ثُمَّ فَتَحَ الْبَابَ رُوَيْدًا, وَخَرَجَ (١) وَأَجَافَهُ رُوَيْدًا, وَجَعَلْتُ دِرْعِي فِي رَأْسِي, فَاخْتَمَرْتُ, وَتَقَنَّعْتُ إِزَارِي, وَانْطَلَقْتُ فِي إِثْرِهِ, حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ, فَرَفَعَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ, وَأَطَالَ الْقِيَامَ, ثُمَّ انْحَرَفَ, وَانْحَرَفْتُ, فَأَسْرَعَ فَأَسْرَعْتُ, فَهَرْوَلَ فَهَرْوَلْتُ, فَأَحْضَرَ فَأَحْضَرْتُ, وَسَبَقْتُهُ, فَدَخَلْتُ, وَلَيْسَ إِلاَّ أَنِ اضْطَجَعْتُ, فَدَخَلَ, فَقَالَ: «مَا لَكِ, يَا عَائِشُ رَابِيَةً؟» , قَالَ سُلَيْمَانُ: حَسِبْتُهُ قَالَ: "حَشْيَا", قَالَ: لَتُخْبِرِنِّي (٢) , أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ, قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي, فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ, قَالَ: «أَنْتِ السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتُ (٣) أَمَامِي؟» , قُلْتُ: نَعَمْ, قَالَتْ: - فَلَهَدَنِي لَهْدَةً فِي صَدْرِي, أَوْجَعَتْنِي, قَالَ: «أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ» , قَالَتْ: مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ, فَقَدْ عَلِمَهُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-, قَالَ: «نَعَمْ, قَالَ: "فَإِنَّ جِبْرِيلَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَتَانِي, حِينَ رَأَيْتِ, وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْكِ, وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ, فَنَادَانِي, فَأَخْفَى مِنْكِ, فَأَجَبْتُهُ, وَأَخْفَيْتُهُ مِنْكِ, وَظَنَنْتُ أَنَّكِ قَدْ رَقَدْتِ, فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكِ, وَخَشِيتُ أَنْ تَسْتَوْحِشِي, فَأَمَرَنِي أَنْ آتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ, فَأَسْتَغْفِرَ لَهُمْ».

خَالَفَهُ حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ, فَقَالَ: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ, عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ, عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: هذا الحديث أخرجه مسلم، وقد تقدّم للمصنّف -رحمه اللَّه تعالى- في "كتاب الجنائز" ١٠٣/ ٢٠٣٧ - "الاستغفار للمؤمنين" رواه عن يوسف بن سعيد السند التالي. و"سليمان بن داود" شيخه هنا هو الْمَهريّ، أبو الربيع المصريّ، ابن أخي رشدين بن سعد.

و"عبد اللَّه بن كثير" بن المطّلب بن أبي وَدَاعة الحارث بن صُبيرة بن سُعيد بن سعد

بن سَهْم بن عمرو بن هُصَيص بن كعب بن لؤيّ بن غالب السَّهْمِي، مقبول [٦].

ذكره ابن حبّان في "الثقات"، وقال: مات بعد سنة عشرين ومائة. تفرّد به مسلم،


(١) وفي نسخة: "فخرج".
(٢) وفي نسخة: "لتخبرين".
(٣) وفي نسخة: "رأيته".