للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تَطْلِيقَاتٍ جَمِيعًا, فَقَامَ غَضْبَانًا, ثُمَّ قَالَ: «أَيُلْعَبُ بِكِتَابِ اللَّهِ, وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ» , حَتَّى قَامَ رَجُلٌ, وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ, أَلَا أَقْتُلُهُ).

رجال هذا الإسناد: خمسة:

١ - (سليمان بن داود) أبو الربيع المهريّ، ابن أخي رِشْدِين سعد المصريّ، ثقة [١١] ٦٣/ ٧٩.

٢ - (ابن وهب) عبد اللَّه، أبو محمد المصريّ، ثقة حافظ عابد [٩] /٩/ ٩.

٣ - (مخرمة) بن بكير بن عبد اللَّه بن الأشجّ، أبو المِسْور المدنيّ، صدوق، [٧]

٢٨/ ٤٣٨.

٤ - (أبوه) بكير بن عبد اللَّه بن الأشجّ المدنيّ، نزيل مصر، ثقة [٥] ١٣٥/ ٢١١.

٥ - (محمود بن لَبيد) الأوسيّ الأشهليّ، أبو نعيم المدنيّ، صحابيّ صغير، جلّ روايته عن الصحابة، مات سنة (٩٦) وقيل: (٧)، وله (٩٩) سنة، وتقدّمت ترجمته في ٢٨/ ٥٤٨. واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من خماسيات المصنف -رحمه اللَّه تعالى-. (ومنها): أن رجاله كلهم ثقات. (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين، سوى شيخه، وشيخ شيخه، فمصريّان. واللَّه تعالى أعلم.

شرح الحديث

عن محمود بن لَبيد - رضي اللَّه تعالى عنه - أنه (قال: أُخْبِرَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -) ببناء الفعل للمفعول (عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ، ثَلَاثَ تَطْلِيقَاتِ جَمِيعًا) أي مجموعةً مرّة واحدةً (فَقَامَ غَضْبَانًا) هكذا النسخ منصرفًا، وحقه أن يمنع من الصرف؛ للوصفيّة وزيادة الألف والنون، مع أن مؤنّثه لا يختم بالتاء، فلا يقال: غضبانة، بل يقال: غَضْبَى، كما قال ابن مالك في "الخلاصة":

وَزَائِدَا فَعْلَانَ فِي وَصْفٍ سَلِمْ … مِنْ أَنَّ يُرَى بِتَاءِ تَأْنِيثٍ خُتِمْ

(ثُمَّ قَالَ) - صلى اللَّه عليه وسلم - (أَيُلْعَبُ بِكِتَابِ اللَّهِ) يحتمل أن يكون الفعل مبنيًّا للفاعل، والفاعل ضمير الرجل المطلّق، ويحتملَ أن يكون مبنيًّا للمفعول (وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُركُمْ) جملة في محلّ نصب على الحال. والمراد من كتاب اللَّه قوله تعالى: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ} إلى قوله: {وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا}، فإن معناه: التطليق الشرعيّ تطليقةٌ بعد تطليقة، على التفريق، دون الجمع، والإرسال مرّة واحدةً، ولم يرد بالمرّتين التثنية، ومثله قوله