للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عن أبيه، عن جدّه، وربما رواه عن جدّه، كما أشار إليه الحافظ في "هدي الساري" ص ٣٨١.

والحاصل أن السند من الطريقين ثابتٌ صحيح. واللَّه تعالى أعلم.

ورواه الزهريّ أيضًا عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن كعب، كما في السند الثاني، والروايتين اللتين بعد هذا، وهذه هي الرواية المشهورة عن عبد الرحمن.

ورواه أيضًا عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن كعبُ بن مالك، عن عمّه عُبيد اللَّه بن كعب، عن كعب، كما في الرواية الرابعة، وهي التي أخرجها البخاريّ في "الجهاد" أيضًا -٣٠٨٨ - لكن قرنه بأبيه.

وعن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه كعب، كما في رواية معمر، عن الزهريّ الآتية آخر الباب ٣٤٥٣ - وهي التي أخرجها البخاريّ في "الجهاد أيضًا" -٢٩٥٠ - .

وعن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، عن أبيه، كما في الرواية الآتي في "كتاب الأيمان والنذور" -٣٦/ ٣٨٥٠ - .

قال المصنّف -رحمه اللَّه تعالى-: يُشبه أن يكون الزهريّ سمع هذا الحديث من عبد اللَّه بن كعب، ومن عبد الرحمن، عنه في هذا الحديث الطويل، توبةِ كعبٍ انتهى (١).

والحاصل أن طرق حديث الزهريّ -رحمه اللَّه تعالى- كلها صحيحة. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.

وقوله: "حين تخلّف" متعلّقٌ بـ "حَدِيثَهُ" أي يُحدّث ما وقع له حين التخلُّف.

وقوله: "فلا تقربها" بفتح الراء، وضمها، من بابي تعب، وقتل، قال الفيّوميّ: وقربتُ الأمرَ أَقرَبه، من باب تعب، وفي لغة من باب قتل قِرْبانًا بالكسر: فَعَلتُهُ، أو دانيته، ومن الأول قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا} الآية، ومن الثاني: "لا تَقْرَب الحِمَى": أي لا تدنُ منه انتهى.

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: قد تقدّم بيان المسائل المتعلقة بهذا الحديث في "كتاب الصلاة"، كما أسلفته قريبًا، وإنما أتكلّم هنا فيما ترجم له المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-، وهو بيان حكم قول الرجل لامراْته: "الحقي بأهلك"، فأقول:


(١) راجع "المجتبى" ٧/ ٢٢ رقم الحديث (٣٨٢٣) ترقيم أبي غُدَّة.