للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأنها وقع لها الخلع قبل هذه، فإنها أول مختلعة في الإسلام، كما سبق بيانه أول الباب. قال في "الفتح" عند شرح هذا الحديث: وأبهم في هذه الطريق اسم المرأة، وفي الطريق التي بعدها، وسمّيت في آخر الباب (١) في طريق حمّاد بن زيد، عن أيّوب، عن عكرمة مرسلاً جميلة. ووقع في الرواية الثانية أنها أخت عبد اللَّه بن أبيّ -يعني كبير الخزرج، ورأس النفاق- فظاهره أنها جميلة بنت أُبيّ. ويؤيّده أن في رواية قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاس: "أن جميلة بنت سلول جاءت … " الحديث. أخرجه ابن ماجه، والبيهقيّ، وسَلُول امرأة اختُلف فيها، هل هي أمّ أُبيّ، أو امرأته. ووقع في رواية النسائيّ (٢)، والطبرانيّ، من حديث الرُّبَيع بنت مُعوّذ أن ثابت بن قيس بن شَمّاس ضرب امرأته، فكسر يدها، وهي جميلة بنت عبد اللَّه بن أبيّ، فأتى أخوها يشتكي إلى رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - … الحديث. وبذلك جزم ابن سعد في "الطبقات"، فقال: جميلة بنت عبد اللَّه ابن أبي أسلمت، وبايعت، وكانت تحت حنظلة بن أبي عامر، غسيل الملائكة، فقُتل عنها بأُحُد، وهي حامل، فولدت له عبد اللَّه بن حنظلة، فخلف عليها ثابت بن قيس، فولدت له ابنه محمدًا، ثم اختلعت منه، فتزوّجها مالك بن الدخشم، ثم خُبيب بن


(١) يعني روايات البخاريّ، قال الإمام البخاريّ -رحمه اللَّه تعالى- في "صحيحه":
٥٢٧٣ - حدثنا أزهر بن جميل، حدثنا عبد الوهاب الثقفي، حدثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، أن امرأة ثابت بن قيس، أتت النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -، فقالت: يا رسول اللَّه، ثابت بن قيس، ما أعتِب عليه في خُلُق، ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -: "أتردين عليه حديقته؟ "، قالت: نعم، قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -: "اقبل الحديقة، وطلقها تطليقة". قال أبو عبد اللَّه: لا يتابع فيه عن ابن عباس.
٥٢٥٧ - حدثنا إسحاق الواسطي، حدثنا خالد، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، أن أخت عبد اللَّه بن أبي بهذا … وقال: "تردين حديقته؟ "، قالت: نعم، فردتها، وأمره يطلقها.
وقال إبراهيم بن طهمان: عن خالد، عن عكرمة، عن النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -، وطلقها.
وعن أيوب بن أبي تميمة، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، أنه قال: جاءت امرأة ثابت بن قيس، إلى رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، فقالت: يا رسول اللَّه، إني لا أعتب على ثابت في دين، ولا خلق، ولكني لا أطيقه، فقال رسول اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-: "فتردين عليه حديقته؟ "، قالت: نعم.
٥٢٧٧ - حدثنا محمد بن عبد اللَّه بن المبارك المخرمي، حدثنا قُراد أبو نوح، حدثنا جرير بن حازم، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس رض اللَّه عنهما، قال: جاءت امرأة ثابت بن قيس بن شماس إلى النبي - صلى اللَّه عليه وسلم -، فقالت: يا رسول اللَّه، ما أنقم على ثابت في دين، ولا خلق، إلا أنى أخاف الكفر، فقال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -: "فتردين عليه حديقته؟ "، فقالت: نعم، فردت عليه، وأمره نفارتها.
حدثنا سليمان، حدثنا حماد، عن أيوب، عن عكرمة، أن جميلة … فذكر الحديث.
(٢) سيأتي للمصنّف برقم ٥٣/ ٣٥٢٤.