للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: إن شريكًا كان يهوديًّا، وهو باطلٌ، وهو شريك بن عبدة بن مغيث، وهو بلويّ، حليف الأنصار، وهو أخو البراء بن مالك لأمه. انتهى (١).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: ما قاله الشافعيّ -رحمه اللَّه تعالى- هو الأرجح عندي؛ لظاهر الحديث. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.

٣٤٩٥ - (أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الأَعْلَى, قَالَ: سُئِلَ هِشَامٌ عَنِ الرَّجُلِ, يَقْذِفُ امْرَأَتَهُ؟ , فَحَدَّثَنَا هِشَامٌ, عَنْ مُحَمَّدٍ, قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ ذَلِكَ؟ وَأَنَا أَرَى أَنَّ عِنْدَهُ مِنْ ذَلِكَ عِلْمًا, فَقَالَ: إِنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ, قَذَفَ امْرَأَتَهُ بِشَرِيكِ ابْنِ السَّحْمَاءِ, وَكَانَ أَخُو الْبَرَاءِ بْنِ مَالِكٍ لأُمِّهِ, وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ لَاعَنَ, فَلَاعَنَ رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - بَيْنَهُمَا, ثُمَّ قَالَ: «ابْصُرُوهُ, فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَبْيَضَ, سَبِطًا, قَضِيءَ الْعَيْنَيْنِ, فَهُوَ لِهِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ, وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَكْحَلَ, جَعْدًا أَحْمَشَ السَّاقَيْنِ, فَهُوَ لِشَرِيكِ ابْنِ السَّحْمَاءِ» , قَالَ: فَأُنْبِئْتُ أَنَّهَا جَاءَتْ بِهِ أَكْحَلَ, جَعْدًا, أَحْمَشَ السَّاقَيْنِ).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "إسحاق بن إبراهيم": هو ابن راهويه. و "عبد الأعلى": هو ابن عبد الأعلى الساميّ البصريّ الثقة المتقين [٨]. و"هشام": هو ابن حسّان القردوسيّ البصريّ. و"محمد": هو ابن سيرين.

وقوله: "أن عنده من ذلك علمًا" الظرف خبر "أنا مقدّمًا، و"علمًا" اسمها مؤخّرًا، هكذا النسخة المصريّة، ونسخة "الكبرى" أيضًا.

ووقع في النسخة الهنديّة، وشرح السنديّ بلفظ: "أن عنده من ذلك علم"، ولذا قال السنديّ في "شرحه": هو بالنصب اسم "أنّ"، وإن كتب بصورة المرفوع. ويحتمل أن يكون مرفوعًا بتقدير ضمير الشأن، أي أن الشأن عنده من ذلك علم. انتهى (٢).

وقوله: "وكان أخو البراء" قال السنديّ: هكذا نسخ "المجتبى"، و"الكبرى" برفع "أخو"، والصواب "وكان أخا البراء" بالنصب؛ لأنه يُنصب بالألف؛ لأنه من الأسماء الستة التي ترفع بالواو، وتنصب بالألف، وتجرّ بالياء، كما قال ابن مالك في "الخلاصة":

وَارْفَعْ بِوَاوِ وَانْصِبَنَّ بِالأَلِفْ … وَاجْرُرْ بِيَاءٍ مَا مِنَ الأَسْمَا أَصِفْ

مِنْ ذَاكَ "ذُو" إِنْ صُحْبَةً أَبَانَا … و"الْفَمُ" حَيْثُ الْمِيمُ مِنْهُ بَانَا

"أَبٌ" "أَخٌ" "حَمٌ"، كَذَاكَ وَ"هَنُ" … وَالنَّقْصُ فِي هَذَا الأَخِيرِ أَحْسَنُ


(١) "المفهم" ٤/ ٣٠٠ - ٣٠١.
(٢) "شرح السنديّ" ٦/ ١٧١.