للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يكون أبو سلمة أبهمه أوّلًا لَمّا قال: أخبرني رجلٌ من أصحاب النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -" (١).

وأما ما أخرجه عبد بن حميد من رواية صالح بن أبي حسّان، عن أبي سلمة، فذكر قصّته مع ابن عبّاس، وأبي هريرة - رضي اللَّه عنهم -، قال: "فأرسلوا إلى عائشة، فذكرت حديث سبيعة". فهو شاذّ، وصالح بن أبي حسّان مختلفٌ فيه.

ووقع في رواية أبان العطار، عن يحيى بن أبي كثير في هذا الحديث: "أن ابن عبّاس احتجّ بقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا} وأن أبا سلمة قال له: يا ابن عبّاس، أقال اللَّه: آخر الأجلين؟ أرأيت لو مضت أربعة أشهر وعشر، ولم تضع، أتتزوّج؟ فقال لغلامه: اذهب إلى أم سلمة. قاله في "الفتح" (٢).

والحديث متّفقٌ عليه، كما سبق بيانه قريبًا. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٣٥٤٤ - (أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, قَالَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ, قَالَ: أَخْبَرَنِي دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ, أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ, قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا وَأَبُو هُرَيْرَةَ, عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ, إِذْ جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ, فَقَالَتْ: تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا, وَهِى حَامِلٌ, فَوَلَدَتْ لأَدْنَى مِنْ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ, مِنْ يَوْمِ مَاتَ, فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: آخِرُ الأَجَلَيْنِ, فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, أَنَّ سُبَيْعَةَ الأَسْلَمِيَّةَ, جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَقَالَتْ: تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا, وَهِيَ حَامِلٌ, فَوَلَدَتْ لأَدْنَى مِنْ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ: فَأَمَرَهَا رَسُولُ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, أَنْ تَتَزَوَّجَ, قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وتقدّموا غير:

١ - (داود بن أبي عاصم) بن أبي عروة بن مسعود الثقفيّ الطائفيّ، ثم المكيّ، ثقة [٣]. قال أبو زرعة، وأبو داود، والنسائيّ: ثقة. وذكره ابن حبّان في "الثقات". وقال الدارقطنيّ: طائفيّ يُحتجّ به. وقال أبو بكر بن أبي عاصم: داود بن أبي عاصم ثقة. أخرج له البخاريّ (٣)، وأبو داود، والمصنّف، وله عنده في هذا الكتاب حديثان: هذا، وحديث "أن امرأة مخزومتة استعارت حليًّا … " في "كتاب قطع السارق" -٥/ ٤٩٢٠.

وقوله: "جاءته امرأة الخ" وفي رواية البخاريّ: "جاء رجل إلى ابن عباس، وأبو هريرة جالس عنده، فقال: أفتني في امرأة ولدت بعد زوجها بأربعين ليلة … ".


(١) قال الجامع: هكذا ذكر في "الفتح" هذا الاحتمال، لكن سياق الحديث الآتى بعد هذا يُبْعِدُ أن يكون المبهم أبا هريرة - رضي اللَّه عنه -. فتأمله بإمعان، واللَّه تعالى أعلم.
(٢) "فتح" ١٠/ ٥٩٠.
(٣) رمز له المزّنيّ علامة التعليق، فردّ عليه الحافظ في "تهذيب الكمال" ١/ ٥٦٥.