للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الآتية: "فأمرني بالتزويج إن بدا لي".

والحديث متّفقٌ عليه، وقد سبق بيانه قريبًا. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٣٥٤٣ - (أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ, قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي, عَنْ جَدِّي, قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ, عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ, عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ, أَخْبَرَتْهُ عَنْ أُمِّهَا, أُمِّ سَلَمَةَ, زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَسْلَمَ, يُقَالُ لَهَا: سُبَيْعَةُ, كَانَتْ تَحْتَ زَوْجِهَا, فَتُوُفِّيَ عَنْهَا, وَهِيَ حُبْلَى, فَخَطَبَهَا أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكٍ, فَأَبَتْ أَنْ تَنْكِحَهُ, فَقَالَ: مَا يَصْلُحُ لَكِ أَنْ تَنْكِحِي, حَتَّى تَعْتَدِّي آخِرَ الأَجَلَيْنِ, فَمَكَثَتْ قَرِيبًا مِنْ عِشْرِينَ لَيْلَةً, ثُمَّ نُفِسَتْ, فَجَاءَتْ رَسُولَ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَقَالَ: «انْكِحِي»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وتقدّموا غير مرّة. و"جعفر بن ربيعة": هو أبو شُرحبيل الكنديّ المصريّ الثقة. و"عبد الرحمن ابن هرمز": هو المدنيّ الفقيه المعروف بالأعرج.

وقوله: "عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته" أبوها: هو عبد اللَّه بن عبد الأسد بن هلال بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم المخزوميّ، أخو النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، من الرضاعة، وابن عمّته برّة بنت عبد المطّلب، كان من السابقين الأولين، شهد بدرًا، ومات بعد أحد في جمادى الآخرة سنة أربع من الهجرة، فتزوّج النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - بعده زوجته أم سلمة - رضي اللَّه تعالى عنهما -. وإنما نبّهت على هذا؛ لأنه ربما يلتبس على من لا يعلم الأسانيد أبو سلمة الرواي عن زينب بأبي سلمة والدها. واللَّه تعالى أعلم.

وقوله: "أن زينب أخبرته". تقدّم أنه سمعه من كريب، عن أم سلمة، وتقدّم أيضًا أنه دخل على أم سلمة، فسألها عن ذلك، وسيأتي في الحديث التالي قوله: "فأخبرني رجل من أصحاب النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - أن سُبيعة … " الحديث. وعند أحمد من طريق ابن إسحاق، حدثني محمد بن إبراهيم التيميّ، عن أبي سلمة، قال: دخلتُ على سبيعة … ".

وهذا الاختلاف على أبي سلمة لا يقدح في صحّة الخبر؛ فإن لأبي سلمة اعتناء بالقصّة من حين تنازع هو وابن عبّاس فيها، فكأنه لَمّا بلغه الخبر من كريب، عن أم سلمة لم يقتنع بذلك، حتى دخل عليها، ثم دخل على سُبيعة، صاحبة القصّة نفسِها، ثم تحمّلها عن رجل من أصحاب النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -، وهذا الرجل يحتمل أن يكون هو المسور بن مخرمة - رضي اللَّه عنه -، كما تقدم أول الباب، ويحتمل أن يكون أبا هريرة - رضي اللَّه عنه -، كما يشهد له ما في آخر الحديث من قوله: (فقال أبو هريرة - رضي اللَّه عنه -: أشهد على ذلك"، فيحتمل أن