٩ - (الفارعة بنت مالك) ويقال لها: الفُريعة -وهو المشهور- بنت مالك بن سنان الخدريّة الأنصاريّة، أخت أبي سعيد الخدريّ - رضي اللَّه تعالى عنهما -، وأمهما حبيبة بنت عبد اللَّه بن أبيّ، صحابيّة شهدت بيعة الرضوان. روى لها الأربعة حديث الباب فقط. واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنِ الْفَارِعَةِ) وفي الرواية التالية: "عن الفريعة" بالتصغير، وهو المشهور. وفي رواية الطحاويّ:"الفرعة"(بِنْتِ مَالِكٍ) بن سنان الصحابيّ - رضي اللَّه تعالى عنهما - (أَنَّ زَوْجَهَا) لم يسمّ (خَرَجَ فِي طلَبِ أَعْلَاجٍ) -بفتح الهمزة- جمع عِلْج، -بكسر، فسكون- قال الفيّوميّ: العِلْج حمار الوحش الغليظ، ورجلٌ عِلْجٌ شديد، وعَلِجَ عَلَجًا، من باب تَعِبَ: اشتدّ. والعِلْجُ الرجل الضخم من كفّار العجم، وبعض العرب يُطلق العِلْج على الكافر مطلقًا، والجمع عُلُوجٌ، وأعلاجٌ، مثلُ حِمْلٍ وحُمُول وأحمال. قال أبو زيد: يقال: استعلج الرجل: إذا خرجت لحيته، وكلُّ ذي لحية عِلْجٌ، ولا يقال للأمرد: عِلْج انتهى.
والمراد به هنا العبيد، ففي رواية الترمذيّ:"خرج في طلب أعبد له أَبَقُوا".
(فَقَتَلُوهُ) وفي الرواية الآتية: "فقتل بطرف القدوم". وفي رواية الترمذيّ:"حتى إذا كان بطرف القدوم لَحِقهم، فقتلوه". والقَدّوم -بفتح القاف، وضم الدال مشدّدة، ومخفّفةً: موضع على ستّة أميال من المدينة (قَالَ: شُعْبَةُ، وَابْنُ جُرَيْجٍ: وَكانَتْ فِي دَارٍ قَاصِيَةٍ) أي بعيدة من أهلها، أو من الناس مطلقًا، والظاهر الأول، بدليل أنه - صلى اللَّه عليه وسلم - أمرها أخيرًا بأن لا تنتقل عنه، فلو كان بعيدًا من الناس لما أمرها بذلك (فَجَاءَتْ وَمَعَهَا أَخُوهَا) أبو سعيد الخدريّ - رضي اللَّه عنه - (إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَذَكَرُوا لَهُ) أي ما حصل من قتل زوجها، وكونها في دار قاصية، وتريد النقلة منها، وفي الرواية الثالثة:"فذكرتُ له النقلة إلى
أهلي، وذكرتْ له حالًا من حالها"، وفي رواية "الموطّإ": " فسألت رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم - أن أرجع إلى أهلي في بني خُدْرة، فإن زوجي لم يتركني في مسكن يملكه، ولا نفقة"(فَرَخَّصَ لَهَا) أي في الانتقال من تلك الدار إلى أهلها (حَتَّى إِذَا رَجَعَتْ) أي إلى بيتها بعد أن استفتت (دَعَاهَا) - صلى اللَّه عليه وسلم -. وفي رواية "الموطّإ": "قالت: فانصرفت حتى إذا كنت في الحجرة ناداني رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -، أو أمر بي، فنوديتُ له، فقال: كيف قلت؟، فرددت عليه القصّة التي ذكرتُ له من شأن زوجي"(فَقَالَ: "اجلِسِي فِي بَيتِكِ) أي البيت الذي أسكنها زوجها، وأتاها قتله، وهي فيه (حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ) أي المكتوب من العدّة (أَجَلَهُ) أي وقته الذي حُدّد له، وهو أربعة أشهر وعشر.