يعقوب بن ماهان، أبي يوسف البناء البغداديّ، صدوق [١٠] ١/ ١٤٤٢، فإنه من
أفراده.
[تنبيه]: قوله: "بصريّ" خبر لمحذوف: أي هو بصريّ، ولعله كان سكن البصرة، وإلا فهو بغداديّ، كما ذكرنا آنفًا. واللَّه تعالى أعلم.
و"هشيم": هو ابن بشير الواسطيّ. و"سيّارٌ": هو ابن أبي سيّار وردان، وقيل: ورد، وقيل: غير ذلك، أبو الحكم العنزيّ. و"حُصين": هو ابن عبد الرحمن السلميّ، أبو الهُذَيل الكوفيّ. و"مُغيرة": هو ابن مقسم الضبيّ الكوفيّ.
وقوله: "وذكر آخرين " بصيغة التثنية، هكذا نسخ "المجتبى"، وهو الذي في "تحفة الأشراف" ١٢/ ٤٦٤ - وهو الصواب. ووقع في "الكبرى" ٣/ ٣٩٩ - : "وذكر آخر" بلفظ الإفراد.
والظاهر أنه أراد بالآخرين أشعث بن سوّار، ومُجالد بن سعيد، فإن مسلمًا -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- أخرج الحديث في "صحيحه" من طريق هشيم، عن الخمسة المذكورين عند المصنّف، وزاد هذين، وكل هؤلاء السبعة عن الشعبيّ، عن فاطمة بنت قيس - رضي اللَّه تعالى عنها -.
وإنما أبهمهما المصنّف -رحمه اللَّه تعالى- إشارة إلى ضعفهما، فإنه كثيرًا ما يفعل نحو هذا في الراوي الضعيف إذا أراد أن يذكره مع ثقة في السند يعطفه مبهمًا، كما يفعل ذلك في ابن لهيعة، وقد تقدّم هذا في مقدمة هذا الشرح، وفي مواضع أُخَرَ منه، فتنبّه لهذه القاعدة، فإنها مهمّة جدًّا. واللَّه تعالى أعلم.
وقولها: "البتّة" المراد به هنا أنه بت طلاقها بهذه الطلقة الثالثة، لا أنه طلّقها بلفظ البتّة. فتنبّه.
والحديث أخرجه مسلم، كما سبق بيانه قريبًا. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٣٥٧٦ - (أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَمَّارٌ -هُوَ ابْنُ رُزَيْقٍ- عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ, عَنِ الشَّعْبِيِّ, عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ, قَالَتْ: طَلَّقَنِي زَوْجِي, فَأَرَدْتُ النُّقْلَةَ, فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - فَقَالَ: «انْتَقِلِي إِلَى بَيْتِ ابْنِ عَمِّكِ, عَمْرِو ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ, فَاعْتَدِّي فِيهِ».
فَحَصَبَهُ الأَسْوَدُ, وَقَالَ وَيْلَكَ, لِمَ تُفْتِي بِمِثْلِ هَذَا؟ , قَالَ عُمَرُ: إِنْ جِئْتِ بِشَاهِدَيْنِ يَشْهَدَانِ, أَنَّهُمَا سَمِعَاهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, وَإِلاَّ لَمْ نَتْرُكْ كِتَابَ اللَّهِ لِقَوْلِ امْرَأَةٍ, {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ}).