قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، وهو حمصيّ صدوقٌ [١٠].
و"الوليد": هو ابن مسلم، أبو العباس الدمشقيّ. و"الأوزاعيّ": هو عبد الرحمن بن عمرو. و"يحيى": هو ابن أبي كثير.
وقوله: "فاجتووا المدينة": بالجيم: افتعال من الْجَوَى، يقال: اجتويت البلد: إذا كرهت المقام فيه، وإن كنت في نعمة، والمراد كرهوا الْمُقام بها؛ لكونهم أصابهم الجوى، وهو المرض، وداء الجوف إذا تطاول، وذلك إذ لم يوافقهم هواؤها، واستوخموها.
وقوله: "ولم يحسمهم": أي لم يَكْوِهِمْ لينقطع الدم.
والحديث متّفقٌ عليه، وقد سبق بيانه في الذي قبله. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٤٠٢٧ - (أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ, قَالَ: حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ, قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ, قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ, عَنْ أَنَسٍ, قَالَ: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - ثَمَانِيَةُ نَفَرٍ مِنْ عُكْلٍ, فَذَكَرَ نَحْوَهُ, إِلَى قَوْلِهِ: "لَمْ يَحْسِمْهُمْ", وَقَالَ: "قَتَلُوا الرَّاعِيَ").
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وتقدّموا غير مرّة.
و"إسحاق بن منصور": هو الكوسج الحافظ الثبت [١١]. و"محمد بن يوسف": هو الفريابيّ الثقة الثبت [٩].
وقوله: "فذكر الخ" فاعل "ذكر" ضمير محمد بن يوسف. والحديث متّفقٌ عليه، كما سبق بيانه. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٤٠٢٨ - (أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ, قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, عَنْ أَيُّوبَ, عَنْ أَبِي قِلَابَةَ, عَنْ أَنَسٍ, قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ - صلى اللَّه عليه وسلم - نَفَرٌ مِنْ عُكْلٍ, أَوْ عُرَيْنَةَ, فَأَمَرَ لَهُمْ, وَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ, بِذَوْدٍ أَوْ لِقَاحٍ, يَشْرَبُونَ أَلْبَانَهَا وَأَبْوَالَهَا, فَقَتَلُوا الرَّاعِيَ, وَاسْتَاقُوا الإِبِلَ, فَبَعَثَ فِي طَلَبِهِمْ, فَقَطَّعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ, وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، وهو ثقة. و"محمد بن بشر": هو العبديّ الكوفيّ، ثقة ثبت [٩]. و"سفيان": هو الثوريّ. و"أيوب": هو السختيانيّ.