أبو الصلت الكنديّ مولاهم البصريّ، ثقة حافظ [٦] ١٢/ ٧٩٠.
و"أبو رجاء، مولى أبي قلابة": هو سلمان الجرميّ البصريّ، صدوقٌ [٦]. رَوَى عن مولاه، وعمر بن عبد العزيز، وعنه أيوب، وحجاج الصواف، وابن عون، وحميد الطويل، ووثقه العجليّ، وذكره ابن حبّان في "الثقات". روى له البخاريّ, ومسلم، والمصنّف، وأبو داود أخرجوا له هذا الحديث فقط.
و"أبو قلابة": هو عبد اللَّه بن زيد بن عمرو الجرمىّ البصريّ، ثقة فاضل، [٣] ١٠٣/ ٣٢٢.
والسند مسلسل بثقات البصريين، وفيه أنس - رضي اللَّه عنه - أحد المكثرين السبعة، وآخر من مات من الصحابة بالبصرة، سنة (٢) أو (٩٣)، وقد جاوز مائة.
وقوله: من عُكل" -بضمّ العين المهملة، وسكون الكاف، أبو قبيلة. وقوله: "ثمانية" بالنصب بدل من "نفرًا". وقوله: "فاستوخموا المدينة": أي استثقلوها، ولم يوافق هواؤها أبدانهم. وقوله: "وسَقِمت" بكسر القاف، وضمها من بابي تعب، وكَرُم: أي مرضت.
وقوله: "ألا تخرجون" "ألا" هي أداة عرض. وقوله: "في إبله": أي في الإبل التي مع الراعي، فالإضافة لأدنى ملابسة. قاله السنديّ. وقوله: "فتصيبوا" بضمّ أوله، من الإصابة، والمراد: تشربوا، كما في الروايات الآتية. وقوله: "فبعث" الضمير للنبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم -: أي أرسل - صلى اللَّه عليه وسلم - ناسًا في طلبهم. وقوله: "فأتي بهم" ببناء الفعل للمفعول. وقوله: "فقطع الخ" بتشديد الطاء، وتخفّف، والتشديد للتكثير في المفعول. وقوله: "وسمر" بتخفيف الميم، وتشديدها، وبناء الفعل للفاعل: أي كحلهم بمسامير الحديد التي أُحميت. وقوله: "ونبذهم": أي ألقاهم، ونسبة هذه الأفعال إليه - صلى اللَّه عليه وسلم - لكونه آمرًا بها.
والحديث متّفقٌ عليه، وقد تقدّم في "الطهارة" ١٩١/ ٣٠٥ وتقدّم شرحه مستوفًى هناك، وكذا بيان مسائله، فراجعه تستفد. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٤٠٢٦ - (أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ, عَنِ الْوَلِيدِ, عَنِ الأَوْزَاعِيِّ, عَنْ يَحْيَى, عَنْ أَبِي قِلَابَةَ, عَنْ أَنَسٍ, أَنَّ نَفَرًا مِنْ عُكْلٍ قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ, فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, أَنْ يَأْتُوا إِبِلَ الصَّدَقَةِ, فَيَشْرَبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا, فَفَعَلُوا, فَقَتَلُوا رَاعِيَهَا وَاسْتَاقُوهَا, فَبَعَثَ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم - فِي طَلَبِهِمْ, قَالَ: فَأُتِيَ بِهِمْ, فَقَطَّعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ, وَسَمَّرَ أَعْيُنَهُمْ, وَلَمْ يَحْسِمْهُمْ, وَتَرَكَهُمْ حَتَّى مَاتُوا, فَأَنْزَلَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآيَةَ [المائدة: ٣٣]).