للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والتصنع فيها إذا نالتهم يد الإمام، أو لأنه لما قُدر عليهم صاروا بمعرض أن ينكل بهم، فلم تقبل توبتهم كالمتلبس بالعذاب من الأمم قبلنا، أو من صار إلى حال الغرغرة فتاب، فأما إذا تقدمت توبتهم القدرة عليهم فلا تهمة، وهي ناقصة، فأما الشُّرّاب، والزُّناة، والسُّرّاق إذا تابوا وأصلحوا وعرف ذلك منهم، ثم رفعوا إلى الإمام فلا ينبغي أن يحدهم، وإن رُفعوا إليه فقالوا: تبنا لم يتركوا، وهم في هذه الحال كالمحاربين إذا غُلبوا. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

[تنبيه]: قوله: "وذكر اختلاف ألفاظ الناقلين الخ": وجه الاختلاف المذكور أن أبا رجاء رواه عن أبي قلابة بلفظ: "أن نفرًا من عكل ثمانية"، وقال: أيضًا: "فاستوخموا المدينة، وسقمت أجسامهم، فشكوا ذلك الخ"، وقال: "ونبذهم في الشمس"، ورواه يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة، وقال: "فاجتووا المدينة"، وقال: "ولم يحسمهم، وتركهم حتى ماتوا"، وزاد: "فأنزل اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ} الآية. ورواه أيوب، عن أبي قلابة، وقال: "نفر من عكل، أو عرينة وقال: "بذود، أو لقاح"، وقال. "وسمل أعينهم" باللام.

لكن هذه الاختلافات تعتبر اختلافًا في اللفظ فقط، وأما من حيث المعنى فلا تخالف بينها، كما يتضح ذلك من شرحها، فلا تضرّ بصحة الحديث. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.

٤٠٢٥ - (أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ, قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ, عَنْ حَجَّاجٍ الصَّوَّافِ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ, مَوْلَى أَبِي قِلَابَةَ, قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ, قَالَ: حَدَّثَنِي (١) أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ, أَنَّ نَفَرًا مِنْ عُكْلٍ ثَمَانِيَةً, قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَاسْتَوْخَمُوا الْمَدِينَةَ, وَسَقِمَتْ أَجْسَامُهُمْ, فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَقَالَ: «أَلَا تَخْرُجُونَ مَعَ رَاعِينَا فِي إِبِلِهِ, فَتُصِيبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا؟» , قَالُوا بَلَى, فَخَرَجُوا, فَشَرِبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا, فَصَحُّوا, فَقَتَلُوا رَاعِيَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَبَعَثَ فَأَخَذُوهُمْ, فَأُتِيَ بِهِمْ, فَقَطَّعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ, وَسَمَّرَ أَعْيُنَهُمْ, وَنَبَذَهُمْ فِي الشَّمْسِ حَتَّى مَاتُوا).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، وهو بصريّ ثقة. و"حجاج الصوّاف": هو ابن أبي عثمان ميسرة، أو سالم،


(١) وفي نسخة: "حدثنا".