هذه الزيادة من رواية حميد، عن قتادة، عن أنس - رضي اللَّه عنه -، والظاهر أن روايتهما أرجح؛ لأنهما أثبت من العمريّ، وإسماعيل. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.
٤٠٢٩ - (أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ, قَالَ: أَخْبَرَنِي (١) ابْنُ وَهْبٍ, قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ, وَغَيْرُهُ, عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ, عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ, أَنَّ نَاسًا مِنْ عُرَيْنَةَ, قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ, فَبَعَثَهُمُ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم - إِلَى ذَوْدٍ لَهُ, فَشَرِبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا, فَلَمَّا صَحُّوا ارْتَدُّوا عَنِ الإِسْلَامِ, وَقَتَلُوا رَاعِيَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - مُؤْمِنًا, وَاسْتَاقُوا الإِبِلَ, فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - فِي آثَارِهِمْ, فَأُخِذُوا, فَقَطَّعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ, وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ, وَصَلَبَهُمْ).
قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "ابن وهب": هو عبد اللَّه الحافظ الثقة الثبت [٩].
و"عبد اللَّه بن عمر": هو ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، العدويّ، أبو عبد الرحمن العمريّ المدنيّ، ضعيف عابد [٧].
رَوَى عن نافع، وزيد بن أسلم، وسعيد المقبريّ، وسهيل بن أبي صالح، وغيرهم. وعنه ابنه عبد الرحمن، وعبد الرحمن بن مهدي، والليث بن سعد، وابن وهب، وعبد الرزاق، وغيرهم. قال أبو طلحة عن أحمد: لا بأس به، قد رُوي عنه، ولكن ليس مثل أخيه عبيد اللَّه. وقال أبو زرعة الدمشقيّ عن أحمد: كان يزيد في الأسانيد ويخالف، وكان رجلا صالحا. وقال أبو حاتم: رأيت أحمد بن حنبل يُحسن الثناء عليه. وقال أحمد: يروي عبد اللَّه عن أخيه عبيد اللَّه، ولم يرو عبيد اللَّه عن أخيه عبد اللَّه شيئا، كان عبد اللَّه يسأل عن الحديث في حياة أخيه، فيقول: أما وأبو عثمان حي فلا. وقال عثمان الدارميّ، عن ابن معين: صويلح. وقال ابن أبي مريم عن ابن معين: ليس به بأس، يكتب حديثه. وقال عبد اللَّه بن علي بن المديني عن أبيه: ضعيف. وقال عمرو ابن عليّ: كان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه، وكان عبد الرحمن يحدث عنه. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق، في حديثه اضطراب. وقال صالح جزرة: لين مختلط الحديث. وقال النسائيّ: ضعيف الحديث. وقال ابن عدي: لا بأس به في رواياته صدوق. وقال ابن سعد: خرج مع محمد بن عبد اللَّه بن حسن، فحبسه المنصور، ثم خلاه، وتوفي بالمدينة سنة إحدى، أو اثنتين وسبعين ومائة في خلافة هارون. وقال خليفة: مات سنة (٧١) وقال ابن أبي الدنيا: كان يكنى أبا القاسم فتركها، واكتنى أبا عبد الرحمن، وأرّخ وفاته مثل ابن سعد. وقصة الكنية حكاها ابن سعد أيضًا، وزاد: