للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والحديث متّفقٌ عليه، كما سبق بيانه. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٤٠٣١ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى, قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ, قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ, عَنْ أَنَسٍ, قَالَ: قَدِمَ نَاسٌ مِنْ عُرَيْنَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ, فَقَالَ: لَهُمُ النَّبِيُّ - صلى اللَّه عليه وسلم - «لَوْ خَرَجْتُمْ إِلَى ذَوْدِنَا, فَشَرِبْتُمْ مِنْ أَلْبَانِهَا» , قَالَ: وَقَالَ قَتَادَةُ: «وَأَبْوَالِهَا» , فَخَرَجُوا إِلَى ذَوْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَلَمَّا صَحُّوا كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ, وَقَتَلُوا رَاعِيَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - مُؤْمِنًا, وَاسْتَاقُوا ذَوْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, وَانْطَلَقُوا مُحَارِبِينَ, فَأَرْسَلَ فِي طَلَبِهِمْ, فَأُخِذُوا فَقَطَّعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ, وَسَمَّرَ أَعْيُنَهُمْ).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وتقدّموا غير مرّة، و"خالد": هو ابن الحارث الْهجيميّ البصريّ.

والسند مسلسل بثقات البصريين، وهو من رباعيات المصنف أيضًا، وهو (١٨٩) من رباعيات الكتاب، وفيه أن شيخه أحد مشايخ الأئمة التسعة بلا واسطة، كما سبق غير مرّة.

وقوله: "قال: وقال قتادة الخ" فاعل "قال" الأول هو ضمير حميد، كما تبينه الرواية التالية، والمعنى: أن حُميدًا روى هذا الحديث عن أنس بلا واسطة، ولفظه: "فشربتم من ألبانها"، ورواه عن قتادة، عن أنس، ولفظه: "فشربتم من ألبانها، وأبوالها"، فزادة لفظة "أبوالها"، والمراد أن أنسًا حدث به حميدًا، واقتصر على "ألبانها"، وحدث به قتادة، فزاد: "وأبوالها"، وكلّ صحيح. واللَّه تعالى أعلم.

والحديث متفق عليه، كما سبق بيانه. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٤٠٣٢ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى, قَالَ: حَدَّثَنَا (١) مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ, قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ, عَنْ أَنَسٍ, قَالَ: أَسْلَمَ أُنَاسٌ مِنْ عُرَيْنَةَ, فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ, فَقَالَ: لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «لَوْ خَرَجْتُمْ إِلَى ذَوْدٍ لَنَا (٢) , فَشَرِبْتُمْ مِنْ أَلْبَانِهَا» , قَالَ حُمَيْدٌ: وَقَالَ قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ: «وَأَبْوَالِهَا» , فَفَعَلُوا, فَلَمَّا صَحُّوا كَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ, وَقَتَلُوا رَاعِىَيَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم - مُؤْمِنًا, وَاسْتَاقُوا ذَوْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, وَهَرَبُوا مُحَارِبِينَ, فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, مَنْ أَتَى بِهِمْ, فَأُخِذُوا, فَقَطَّعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ, وَسَمَّرَ أَعْيُنَهُمْ, وَتَرَكَهُمْ فِي الْحَرَّةِ حَتَّى مَاتُوا).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وتقدّموا غير مرّة. و"محمد بن أبي عديّ": هو محمد بن إبراهيم بن أبي عديّ البصريّ، ثقة [٩].


(١) وفي نسخة: "أخبرنا".
(٢) وفي نسخة: "إلى ذودنا".