للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله: "فسمل أعينهم": قَالَ: النَّوَوِيّ: مَعْنَى سَمَلَ بِاللَّامِ: فَقَأَهَا، وَأَذْهَبَ مَا فِيهَا، وَمَعْنى سَمَرَ: كَحَلَهَا بِمَسَامِير مَحْمِيَّة. وَقِيلَ: هُمَا بِمعْنًى. انْتَهَى.

ولَا تَخَالُف بين الروايتين؛ لِأَنَّ مَعْنَى السَّمْل عَلَى مَا قَالَ: الْخَطَّابِيُّ، هُوَ فَقْء الْعَيْن بِأَيِّ شَيْء كَانَ، فَإِذَا سَمَلَ الْعَيْن بِالمِسْمَارِ الْمَحْمِيّ، يَصْدُق عَلَيْهِ السَّمْل والسَّمْر، كِلَاهُمَا، كَمَا لَا يَخْفَى. ذكره في "عون المعبود".

وقوله: "يزيد بعضهم على بعض" هو من كلام ابن وهب، والضمير لشيوخه الذين حدّثوه بهذا الحديث.

[فإن قلت]: إنهما اثنان: يحيى بن أيوب، ومعاوية بن صالح، لا ثلاثة، فكيف أعاد ضمير جماعة إليهما؟.

[أجيب]: بأن الأصحّ أن أقلّ الجمع اثنان، ويحتمل أن قوله: "وأخبرني يحيى بن أيوب الخ" معطوف على شيخ آخر أخبره بالحديث معهما.

لكن يلزم منه أن الحديث ضعيف؛ لإبهام هذا الشيخ الآخر، ولم يتميّز ما حدّثه به عما حدّثه الآخران، كما يدلّ عليه قوله: "يزيد بعضهم على بعض"، فالاحتمال الأول أولى.

والحديث مرسل صحيحٌ؛ لأنه من مراسيل ابن المسيّب، وهي عند المحديثين صحاح، كما نُقل عن الإمام الشافعيّ -رحمه اللَّه تعالى-، وغيره. ولأن أحاديث الباب الموصولة تعضده.

وهو من أفراد المصنّف -رحمه اللَّه تعالى- عنه، أخرجه هنا-٩/ ٤٠٣٧ - وفي "الكبرى" ٩/ ٣٤٩٩. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٤٠٣٨ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَلَنْجِيُّ, قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ, عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ عَائِشَةَ, - رضي اللَّه عنها -, قَالَتْ: أَغَارَ قَوْمٌ عَلَى لِقَاحِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, فَأَخَذَهُمْ, فَقَطَّعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ, وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "محمد بن عبد اللَّه الْخَلَنْجِيّ (١)) صدوقٌ [١٠] ٤٣/ ١٧٢٤.

و"مالك بن سُعير" بالتصغير، آخره راء- ابن الخِمْس بكسر المعجمة، وسكون الميم، بعدها مهملة- التميميّ، أبو محمد، ويقال: أبو الأحوص الكوفيّ، لا بأس به [٩].


(١) بفتح الخاء المعجمة، واللام، وسكون النون، بعدها جيم-: اسم شجر، كما في "القاموس".