للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شرعه اللَّه تعالى عليهم، من الحدود. (ومنها): خطر حمل السلاح على من لا يستحقّه، فقد حكم الشارع عليه بأنه ليس من المسلمين، وهذا وإن كان فيه التفصيل السابق، إلا أنه خطر عظيم، أعاذنا اللَّه من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، إنه جواد كريم، رؤوفٌ رحيم. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٤١٠٣ - (أَخْبَرَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ, قَالَ: أَنْبَأَنَا الثَّوْرِيُّ, عَنْ أَبِيهِ, عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ, عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ, قَالَ: بَعَثَ عَلِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ - صلى اللَّه عليه وسلم -, وَهُوَ بِالْيَمَنِ, بِذُهَيْبَةٍ فِي تُرْبَتِهَا, فَقَسَمَهَا بَيْنَ الأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ الْحَنْظَلِيِّ, ثُمَّ أَحَدِ بَنِي مُجَاشِعٍ, وَبَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيِّ, وَبَيْنَ عَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ الْعَامِرِيِّ, ثُمَّ أَحَدِ بَنِي كِلَابٍ, وَبَيْنَ زَيْدِ الْخَيْلِ الطَّائِيِّ, ثُمَّ أَحَدَ بَنِي نَبْهَانَ, قَالَ: فَغَضِبَتْ قُرَيْشٌ, وَالأَنْصَارُ, وَقَالُوا: يُعْطِي صَنَادِيدَ أَهْلِ نَجْدٍ, وَيَدَعُنَا, فَقَالَ: «إِنَّمَا أَتَأَلَّفُهُمْ» , فَأَقْبَلَ رَجُلٌ, غَائِرَ الْعَيْنَيْنِ, نَاتِئَ الْوَجْنَتَيْنِ, كَثَّ اللِّحْيَةِ, مَحْلُوقَ الرَّأْسِ, فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ اتَّقِ اللَّهَ, قَالَ: «مَنْ يُطِعِ اللَّهَ إِذَا عَصَيْتُهُ, أَيَأْمَنُنِي عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ, وَلَا تَأْمَنُونِي» , فَسَأَلَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ قَتْلَهُ, فَمَنَعَهُ, فَلَمَّا وَلَّى, قَالَ: «إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا, قَوْمًا يَخْرُجُونَ, يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ, لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ, يَمْرُقُونَ, مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ, يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلَامِ, وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ, لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ, لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ»).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وتقدّموا.

و"والد سفيان": هو سعيد بن مسروق الثوريّ الكوفيّ، ثقة [٦] ١٥٦/ ١١٢١. و"ابن أبي نُعْم" بضمّ النون، وسكون المهملة-: هو عبد الرحمن بن أبي نُعم البجليّ أبو الحكم الكوفيّ، صدوق عابد [٣]. ٧٩/ ٢٥٧٨.

والحديث متّفقٌ عليه، وقد تقدّم في "كتاب الزكاة"، وتقدم شرحه، وبيان مسائله، وإنما أتكلّم على إيضاح بعض الغرائب من ألفاظه.

فقوله: "وهو باليمن" أي واليًا على السنن. وقوله: "بذُهيبة" تصغير ذَهَبٍ، وأُلحقت بها هاء التأنيث؛ لأن الذهب يؤنّث، والمؤنّث الثلاثي إذاً صُغّر أُلحق تاء التأنيث، كعُيينة، تصغير عين، وأذينة تصغير أذن. وقيل: هو تصغير ذهبة على معنى قِطعة من الذهب، فصغّروها على لفظها.

وقوله: "في تُربتها" أي مخلوطة بترابها، بمعنى أنها لم تُميّز من تراب معدنها.

وقوله: "صناديد قُريش" جمع صِنديد، وهو الرئيس. وقوله: "غائر العينين" أي داخلهما إلى القعر. وقوله: "ناتىء الوجنتين بالهمز-: أي مرتفعهما، والوجنتان، تثنية