للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ابن يَريم عند الخطيب البغداديّ في "تاريخه" ١٠/ ٨٦ - ٨٧ - ومسروق عند أبي نعيم في "الحلية" ٢٣/ ٥ ستتهم عن ابن مسعود - رضي اللَّه تعالى عنه -.

والحاصل أن اتهام حماد لأبي وائل في هذا باطلٌ، وإنما حمله عيه هذا المذهب الباطل، واللَّه المستعان على المتّهِمِين أهلَ الحقّ بالباطل زورًا، وبُهتانًا. واللَّه تعالى أعلم.

[تنبيه]: قال في "الفتح": قد تابع أبا وائل في رواية هذا الحديث عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود، عن أبيه، أخرجه الترمذيّ، مصحّحًا، ولفظه: "قتال المسلم أخاه كفرٌ، وسبابه فسوقٌ"، ورواه جماعة عن عبد اللَّه بن مسعود، موقوفًا، ومرفوعًا، ورواه النسائيّ ٢٧/ ٤١٠٦ - من حديث سعد بن أبي وقّاص أيضًا، مرفوعًا، فانتفت بذلك دعوى من زعم أن أبا وائل تفرّد به. انتهى (١).

والحديث متّفقٌ عليه، أخرجه المصنّف هنا ٢٧/ ٤١١١ و ٤١١٢ و ٤١١٣ و ٤١١٤ و ٤١١٥ - وفي "الكبرى" ٢٧/ ٣٥٧٤ و"٣٥٧ و ٣٥٧٦ و ٣٥٧٧ و ٣٥٧٨. وأخرجه (خ) في "الإيمان" ٤٨ و"الأدب" ٦٠٤٤ و"الفتن" ٧٠٧٦ (مسلم) في "الإيمان" ٦٤ (الترمذيّ) في "البرّ والصلة" ١٩٨٣ و"الإيمان " ٢٦٣٤ و٢٦٣٥ (ابن ماجه) في "المقدمة" ٦٩ و"الفتن" ٣٩٣٩ (أحمد) في "مسند المكثرين" ٣٦٣٩ و ٣٨٩٣ و ٣٩٤٧ و ٤١١٥ و ٤١٦٧ و ٤٢٥٠ و ٤٣٣٢ و٣٤٨٠. واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

ثم إن المصنّف -رحمه اللَّه تعالى- أورد روايات زُبيد، ومنصور، والأعمش، متتالية، فقال:

٤١١٢ - (أَخْبَرَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ, قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ, قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, عَنْ زُبَيْدٍ, عَنْ أَبِي وَائِلٍ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -: «سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ, وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» , قُلْتُ لأَبِي وَائِلٍ: سَمِعْتَهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ).

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: رجال هذا الإسناد كلهم رجال الصحيح، وتقدّموا غير مرّة. و"سفيان": هو الثوريّ.

وقوله: "قلت لأبي وائل الخ" القائل هو زبيدٌ اليامي، كما صرّح به في رواية مسلم، ولفظه: (قال زبيد: فقدت لأبي وائل: أنت سمعته من عبد اللَّه يرويه عن رسول اللَّه - صلى اللَّه تعالى عيه وسلم؟ قال: نعم". انتهى.


(١) "فتح" ١/ ١٥٤ "كتاب الإيمان " حديث ٤٨.