للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣ - (أيوب) بن أبي تميمة كيسان السختيانيّ، أبو بكر البصريّ، ثقة ثبت فقيه عابد [٥] ٤٨/ ٤٢.

٤ - (محمّد) بن سيرين الأنصاريّ مولاهم أبو بكر البصريّ، ثقة ثبت عابد [٣] ٤٦/ ٥٧.

٥ - (أم عطيّة) نُسيبة بالتصغير، ويقال بفتح أولها- بنت كعب، ويقال: بنت الحارث الأنصاريّة الصحابيّة المشهورة، سكنت البصرة رضي الله تعالى عنها، تقدّمت فِي ٧/ ٣٦٧. والله تعالى أعلم.

لطائف هَذَا الإسناد:

(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح، غير شيخه، فإنه منْ أفراده. (ومنها): أنه مسلسل بالبصريين، غير شيخه، وسفيان، فمكيّان. (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ. والله تعالى أعلم.

شرح الحديث

(عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ) رضي الله تعالى عنها، أنها (قالت: لَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أُبَايِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-) وفي الرواية التالية: أخذ علينا رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلم البيعة أن لا ننوح زاد فِي رواية البخاريّ: "أخذ علينا النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلم عند البيعة أن لا ننوح , فما وفت منّا امرأة غير خمس نسوة. أم سُليم، وأمّ العلاء، وابنة أبي سَبْرة: امرأة معاذ، وامرأتين، أو ابنة أبي سَبْرة، وامرأة معاذ، وامرأة أخرى".

قَالَ القاضي عياض رحمه الله تعالى: معناه لم يف ممن بايع مع أم عطيّة فِي الوقت الذي بايعت فيه منْ النسوة إلا خمس، لا أنه لم يترك النياحة منْ المسلمات غير خمس. انتهى (١).

(قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ امْرَأَةً أَسْعَدَتْنِي) الإسعاد هو قيام المرأة مع الأخرى فِي النياحة تُراسلها، وهو خاصّ بهذا المعنى، ولا يُستعمل إلا فِي البكاء، والمساعدة عليه، ويقال: إن أصل المساعدة وضع الرجل يده عَلَى ساعد الرجل صاحبه عند التعاون عَلَى ذلك. قاله فِي "الفتح" (٢).

ومعنى ذلك: أنه كَانَ نساء الجاهلية يُسعد بعضهنّ بعضًا عَلَى النياحة، فحينما بايعهنّ النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلم علي ترك النياحة، قالت أمّ عطيّة: إنها ساعدتها امرأة


(١) "شرح النوويّ عَلَى صحيح مسلم" ٦/ ٢٣٨.
(٢) "فتح" ٩/ ٦٣٠ "تفسير سورة الممتحنة".