٩ - (سَلْمَانُ بْنُ عَامِرِ) بن أوس بن حجر بن عمرو بن الحارث الضَّبِّيِّ، صحابيّ سكن البصرة، وتقدّمت ترجمته رضي الله تعالى عنه فِي ٨٣/ ٢٥٨٢. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
منها: أنه منْ سداسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالبصريين منْ أوله إلى آخره. (ومنها): أن شيخه أحد مشايخ الجماعة بلا واسطة. (ومنها): أن فيه رواية تابعيين عن تابعيّ. والله تعالى أعلم.
شرح الحديث
(عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ) رضي الله تعالى عنه (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:"فِي الْغُلَامِ عَقِيقَةٌ) مبتدأ وخبر، وكلمة "فِي" بمعنى "مع"، كما صُرّح بها فِي رواية البخاريّ: "مع الغلام عقيقة"، ومعنى كون العقيقة مع الغلام أنه سبب لها.
قَالَ فِي "الفتح": تمسّك بمفهومه الحسن، وقتادة، فقالا: يُعَقّ عن الصبيّ، ولا يُعقّ عن الجارية، وخالفهم الجمهور، فقالوا: يُعقّ عن الجارية أيضًا، وحجّتهم الأحاديث المصرّحة بذكر الجارية، كما سيأتي. فلو وُلد اثنان فِي بطن استُحبّ عن كلّ واحد عقيقة. ذكره ابن عبد البرّ، عن الليث، وَقَالَ: لا أعلم عن أحد منْ العلماء خلافه. انتهى (١)(فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا) قَالَ فِي "الفتح": كذا أبهم ما يُهراق فِي هَذَا الحدِيث، وكذا فِي حدِيث سمُرة -يعني الآتي بعد بابين- وَقَدْ فُسِّر ذَلِكَ فِي عِدَّة أحادِيث مِنها: حدِيث عائِشة، أخرجهُ الترمِذِي، وصحَّحهُ منْ رِواية يُوسُف بن مَاهَك، "أنَّهُم دَخَلُوا عَلَى حفصة بنت عبد الرحمن -أي ابن أبِي بكر الصِّدِّيق- فسألُوها عن العقِيقة؟ فأخبرتهم أنَّ النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- أمرهُم عن الغُلام شاتانِ، مُكافِئتانِ، وعن الجارِية شاة". وأخرجهُ أصحاب السُّنن الأربعة منْ حدِيث أُمْ كُرز -يعني الآتي بعد هَذَا- أنَّها سألت النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- عن العقِيقة؟ فقال: "عن الغُلام شاتانِ، وعن الجارِية شاة واحِدة، ولا يضُرّكُم ذُكرانًا كُنَّ،