أعتق ذكرًا، أعتق عُضو مِنْهُ، ومن أعتقَ جارِيتينِ كَذلِكَ، إِلى غير ذَلِكَ، مِمَّا وَرَدَ. ويحتمِلُ أن يكُون فِي ذَلِكَ الوقت ما تَيسَّر العَدَد. قاله فِي "الفتح". والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
٤٢١٧ - (أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، وَطَاوُسٍ، وَمُجَاهِدٍ، عَنْ أُمِّ كُرْزٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "فِي الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ، وَفِى الْجَارِيَةِ شَاةٌ").
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: ترجم فِي "الكبرى" هنا بقوله: [باب كم يُعقّ عن الغلام؟].
وكان الأولى للمصنّف أن يترجم بمثله هنا، عَلَى نسق ما يأتي له فِي الجارية، فإنه ترجم أوّلاً بقوله: [العقيقة عن الجارية]، ثم ترجم بعده بقوله: [كم يُعقّ عن الجارية؟] فتأمّل، فالله تعالى أعلم.
و"أحمد بن سليمان" تقدم فِي الباب الماضي. و"عفّان": هو ابن مسلم المذكور فِي السند الماضي. و"حَمَّاد،: هو ابن سلمة، وليس ابن زيد؛ لأن الراوي عنه عفّان، وَقَدْ ذكر السيوطيّ رحمه الله تعالى فِي "ألفية الحديث" بعض ما يفرّق به بينهما، فَقَالَ:
وَتَارَةَ فِي اسْمِ فَقَطْ ثُمَّ السِّمَة … حَمَّادُ لابْنِ زَيْدِ وَابْنِ سَلَمَهْ
فَإِنَ أَتَى عَنِ ابْنِ حَرْبٍ مُهْمَلا … أَوْ عَارِمِ فَهوَ ابْنُ زَيْدٍ جُعِلا
أَوْ هُدْبَةٍ أوِ التَّبُوذَكِيِّ أَوْ … حَجَّاجٍ أَوْ عَفَّانَ فَالثَّانِي رَأَوْا
و"قيس بن سعد": هو الحبشيّ، أبو عبد الملك، أو أبو عبد الله المكيّ، ثقة [٦] ١١٥/ ١٠٦٦.
و"عطاء": هو ابن أبي رباح، و"طاوس": هو "ابن كيسان"، و"مجاهد": هو ابن جبر.
و"أمّ كُرز" -بضمّ الكاف، وسكون الراء، بعدها زايٌ- الخُزَاعيّة، ثم الكعبيّة المكيّة، صحابيّة، لها أحاديث. روت عن النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلم، وروى عنها عطاء، وطاوسٌ، ومجاهد، وسِباع بن ثابت، وعُروة بن الزبير، وغيرهم.
واختُلف فِي حديثها عَلَى عطاء، فقيل: عن قتادة، عنه، عن ابن عبّاس، عنها. وقيل: عن ابن جُريج، ومحمد بن إسحاق، وعمرو بن دينار، ثلاثتهم عن عطاء، عن قتيبة بن ميسرة بن أبي حبيب، عنها. وقيل: عن حجّاج بن أرطاة، عن عطاء، عن عُبيد ابن عُمير، عنها. وقيل: عن حجاج، عن عطاء، عن ميسرة بن أبي حبيب، عنها. وقيل: عن أبي الزبير، ومنصور بن زاذان، وقيس بن سعد، ومطر الورّاق، أربعتهم عن