-صلى الله عليه وسلم-: "نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ، وَعَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ").
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: هَذَا الْحَدِيث لا يُطابق هَذَا الباب، فكانَ الأولى للمصنّف رحمه الله تعالى، أن يترجم له ترجمة مفردة، كما فعل فِي "الكبرى"، حيث ترجم له بقوله: "باب ما يُنهَى عن أكله منْ الطير". فتأمّل، والله تعالى أعلم.
ورجال هَذَا الإسناد: سبعة:
١ - (إسماعيل بن مسعود) الجحدري البصريّ، ثقة [١٠] ٤٢/ ٤٧.
٢ - (بشر بن المفضَل) بن لاحق، أبو إسماعيل البصريّ، ثقة ثبت عابد [٨] ٦٦/ ٨٢.
٣ - (سعيد) بن أبي عروبة مهران البصريّ، ثقة ثبت يدلس، واختلط بأخرة [٦] ٣٤/ ٣٨.
٤ - (عليّ بن الحكم) البُنَانيّ -بضمّ الموحّدة، وبنونين، الأولى خفيفة- أبو الحكم البصريّ، ثقة، ضعفه الأزديّ بلا حجة [٥].
قَالَ أبو طالب، عن أحمد: ليس به بأس. وَقَالَ أبو حاتم: لا بأس به، صالح الْحَدِيث. وَقَالَ أبو داود، والنسائي: ثقة. وَقَالَ ابن سعد: هو بُنَاني، منْ أنفسهم، وكان ثقة، وله أحاديث، تُوفي سنة إحدى وثلاثين ومائة، وذكره ابن حبّان فِي "الثقات"، وَقَالَ: مات سنة (٣٠) أو (٣١). وَقَالَ البخاريّ، فِي "التاريخ": مات سنة (٣٥). ووثقه العجليّ، وأبو بكر البزار، وابن نمير، وغيرهم. وَقَالَ الدارقطني: ثقة، يُجمَع حديثه، وَقَالَ أبو الفتح الأزدي: زائغ عن القصد، فيه لين. روى له البخاريّ (١)، والأربعة، وله فِي هَذَا الكتاب حديثان فقط، هَذَا و (٤٦٧٣) حديث: "نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن عسب الفحل".
٥ - (ميمون بن مِهران) الْجزريّ، أبو أيوب الفقيه نشأ بالكوفة، ثم نزل الرقة، ثقة فقيهٌ، ولي الجزيرة لعمر بن عبد العزيز، وكان يرسل [٤].
روى عن عمر، والزبير مرسلاً، وعن أبي هريرة، وعائشة، وابن عباس، وابن عمر، وابن الزبير، وصفية بنت شيبة، وأم الدرداء، وسعيد بن جبير، ونافع مولى ابن عمر، ومقسم مولى ابن عباس، ويزيد بن الأصم، وغيرهم.
وروى عنه ابنه عمرو، وحميد الطويل، وأيوب، وجعفر بن برقان، وجعفر بن أبي وحشية، وحبيب بن الشهيد، وعلي بن الحكم البناني، والحكم بن عتيبة، وآخرون.
ذكره أبو عروبة فِي الطبقة الأولى منْ التابعين. قَالَ عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: ميمون بن مهران ثقة، أوثق منْ عكرمة، وذكره بخير، وَقَالَ العجليّ: جزري
(١) قَالَ فِي "الزهرة": روى عنه البخاريّ حديثين. انتهى.