للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(فنحر رجل) هو قيس بن سعد بن عبادة رضي الله تعادى عنهما، وكان اشترى الْجُزُرَ منْ أعرابي جهني، كل جَزُور بوسق منْ تمر، يوفيه إياه بالمدينة (ثلاث جزائر) المراد به جمع جزور، قَالَ فِي "الفتح": وفيه نظر، فإن جزائر جمع جزيرة، والجزور إنما يجمع عَلَى جُزُر بضمتين، فلعله جمع الجمع. انتهى.

وَقَالَ الفيّوميّ: الْجَزُور منْ الإبل خاصّةً، يقع عَلَى الذكر والأنثى، والجمع جُزُر، مثلُ رَسُول ورُسُل، ويُجمع أيضًا عَلَى جُزُرَات، ثم عَلَى جزائر، ولفظ الجزُور أُنثى، يقال: رعت الجزور، وزاد الصغاني: وقيل: الجزور الناقة التي تُنْحَر. انتهى.

(ثم جاعوا فنحر رجل ثلاث جزائر ثم جاعوا فنحر رجل ثلاث جزائر ثم نهاه أبو عبيدة) وَقَالَ فِي "الفتح" ١٣/ ٤٣ - : فلما رأى عمر ذلك، وكان فِي ذلك الجيش، سأل أبا عبيدة، أن ينهى قيسا عن النحر، فَعَزَم عليه أبو عبيدة، أن ينتهي عن ذلك، فأطاعه. ائتهى.

قَالَ فِي "الفتح": وَقَدْ اختلفوا فِي سبب نهى أبي عبيدة قيسا أن يستمر عَلَى إطعام الجيش، فقيل: لخشية أن تَفْنَى حمولتهم، وفيه نظر؛ لأن القصة أنه اشترى منْ غير العسكر. وقيل: لأنه كَانَ يستدين عَلَى ذمته، وليس له مال، فأراد الرفق به، وهذا أظهر. قاله فِي "الفتح". والله أعلم.

وفي رواية البخاريّ: "وكان عمرو -يعني ابن دينار- يقول: أخبرنا أبو صالح، أن قيس بن سعد قَالَ لأبيه: كنتُ فِي الجيش، فجاعوا، قَالَ: انحر، قَالَ: نحرتُ، ثم جاعوا، قَالَ: انحر، قَالَ: نحرتُ، قَالَ: ثم جاعوا، قَالَ: انحر، قَالَ: نحرت، ثم جاعوا، قَالَ: انحر، قَالَ: نُهِيتُ".

قَالَ فِي "الفتح": ما نصّه: وهذا صورته مرسل؛ لأن عمرو بن دينار لم يدرك زمان تحديث قيس لأبيه، لكنه فِي مسند الحميدي موصول، أخرجه أبو نعيم فِي "المستخرج" منْ طريقه، ولفظه: عن أبي صالح، عن قيس بن سعد بن عبادة، قَالَ: قلت لأبي: وكنت فِي ذلك الجيش، جيشِ الخبط، فأصاب النَّاس جوع، قَالَ لي: انحر، قلت: نحرت، فذكره، وفي آخره: قلت نهيتُ. وذكر الواقدي بإسناد له، أن قيس بن سعد، لَمّا رأى ما بالناس، قَالَ: منْ يشتري مني تمرا بالمدينة بجزور هنا، فَقَالَ له رجل منْ جهينة: منْ أنت؟، فانتسب له، فَقَالَ: عرفت نسبك، فابتاع منه خمس جزائر، بخمسة أوسق، وأشهد له نفرا منْ الصحابة، فامتغ عمر، لكون قيس لا مال له، فَقَالَ الأعرابيّ: ما كَانَ سعد لِيَجْنِيَ بابنه فِي أوسق تمر، فبلغ ذلك سعدا، فغضب، ووهب لقيس أربع حوائط، أقلها يُجَذّ خمسين وسقا. وزاد ابن خزيمة منْ طريق عمرو بن