الحارث، عن عمرو بن دينار، وَقَالَ فِي حديثه: لَمّا قدِموا ذكروا شأن قيس، فَقَالَ النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "إن الْجُود منْ شيمة أهل ذلك البيت"، وفي حديث الواقدي، أن أهل المدينة بلغهم الجهد الذي قد أصاب القوم، فَقَالَ سعد بن عبادة: إن يك قيس كما أعرف، فسينحر للقوم. انتهى.
(قَالَ سفيان) بن عُيينة، وهو موصولٌ بالإسناد السابق، وليس معلّقًا (قَالَ أبو الزبير) محمد بن مسلم (عن جابر) رضي الله تعالى عنه (فسألنا النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ:"هل معكم منه شيء؟ ") زاد فِي رواية البخاريّ، منْ طريق ابن جريج، عن أبي الزبير:"فَأَتَاه بعضهم، فأكله". ووقع فِي رواية ابن السكن:"فأتاه بعضهم بعضو منه، فأكله"، قَالَ عياض: وهو الوجه. وفي رواية أحمد، منْ طريق ابن جريج التي أخرجها منه البخاريّ:"وكان معنا منه شيء، فأرسل به إليه بعض القوم، فأكل منه". ووقع فِي رواية أبي حمزة، عن جابر، عند ابن أبي عاصم، فِي "كتاب الأطعمة": فلما قدموا، ذكروا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: لو نعلم أنا نُدركه، لم يروح، لأحببنا لو كَانَ عندنا منه"، وهذا لا يخالف رواية أبي الزبير؛ لأنه يحمل عَلَى أنه قَالَ ذلك؛ ازديادا منه بعد أن أحضروا له منه، ما ذكر، أو قَالَ ذلك قبل أن يُحضروا له منه، وكان الذي أحضروه معهم لم يروح، فأكل منه. ذكره فِي "الفتح" (١).
(قَالَ) جابر رضي الله تعالى عنه (فأخرجنا منْ عينيه كذا وكذا قُلّة) بضم القاف، وتشديد اللام، قَالَ النوويّ: هي الجرّة الكبيرة التي يُقلّها الرجل بين يديه: أي يحملها. وَقَالَ الفيّوميّ: القلّة: إناء للعرب، كالجرّة، شِبْهُ الْحُبّ، والجمع قلالٌ، مثل بُرْمة وبِرَام، وربّما قيل: قُلَلٌ، مثلُ غُرْفة وغُرَف. انتهى (منْ ودك) بفتحين: دَسَمُ اللحم والشحم، وهو ما يَتَحَلَّب منْ ذلك. قاله الفيّوميّ (ونزل فِي حجاج عينه أربعة نفر) الْحِجَاج بكسر الحاء المهملة، وتُفتح: العظم المستدير حولَها، وهو مذكّرٌ، وجمعه أَحِجّة، وَقَالَ ابن الأنباريّ: الحِجَاج: العظم المشرف عَلَى غار العين. ذكره الفيّوميّ.
(وكان مع أبي عبيدة) رضي الله تعالى عنه (جراب) بكسر الجيم، قَالَ فِي "القاموس": الجِرَاب -أي بالكسر- ولا يُفتح، أو لُغيّة فيما حكاه النوويّ وعياض: الْمِزود، أو الوعاء، جمعه جُرُبٌ - بضمّتين، وجُرْبٌ بضم، فسكون، وأجربةٌ. انتهى (فيه تمر) هَذَا الجراب هو الذي زوّدهم النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، كما بيّنته الرواية الآتية بعد حديث: "وزوّدنا جرابًا منْ تمر … " (فكان يعطينا القبضة) وفي الرواية الآتية: "فأعطانا قبضةً قبضةً"، وهو بفتح القاف، وضمّها (ثم) لَمّا كاد ينفَدُ (صار إلى التمرة) أي إلى إعطائهم