للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولفظه: "الأضحى"، بدل "النحر"، و"ركعتا الفجر" بدل "الضحى"، وكذلك رواه الدارقطني، والبيهقي، ورواه ابن حبّان فِي "الضعفاء"، وابن شاهين فِي "ناسخه" منْ طريق وضاح بن يحيى، عن مندل، عن يحيى بن سعيد، عن عكرمة عنه، بلفظ: "ثلاث عليّ فريضة، وهن لكم تطوع: الوتر، وركعتا الفجر، وركعتا الضحى"، والوضاح ضعيف.

فتلخص ضعف الْحَدِيث منْ جميع طرقه، ويلزم منْ قَالَ به، أن يقول بوجوب ركعتي الفجر عليه، ولم يقولوا بذلك، وإن كَانَ قد نقل ذلك عن بعض السلف.

ووقع فِي كلام الآمدي، وابن الحاجب، وَقَدْ ورد ما يعارضه، فروى الدارقطني، وابن شاهين، فِي "ناسخه" منْ طريق عبد الله بن مُحَرَّر، عن قتادة، عن أنس، مرفوعا: "أُمرت بالوتر، والأضحى، ولم يعزم عليّ"، ولفظ ابن شاهين: "ولم يفرض عليّ"، وعبد الله بن مُحَرَّر متروك. انتهى كلام الحافظ فِي "التلخيص".

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: قد تبين بما سبق أن أرجح المذاهب هو ما عليه الجمهور، منْ استحباب الأضحية، استحبابًا أكيدًا، وأنها ليست بواجبة؛ لوضوح أدلّتها.

قَالَ أبو محمد ابن حزم رحمه الله تعالى فِي كتابه "المحلّى" ٧/ ٣٥٥ - : الأضحيّة سنّة حسنةٌ، وليست فرضًا، ومن تركها غير راغب عنها، فلا حرج عليه فِي ذلك، ومن ضحّى عن امرأته، أو ولده، أو أمته، فحسنٌ، ومن لا فلا حرج فِي ذلك، ثم ذكر الأدلّة عَلَى هَذَا، وأقوال العلماء، وأدلّتهم، وناقشها عَلَى عادته، بما لا تراه فِي غير كتابه، فراجعه تستفد. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٤٣٦٤ - (أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، عَنْ شُعَيْبٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ، قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "مَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَقْلِمْ مِنْ أَظْفَارِهِ، وَلَا يَحْلِقْ شَيْئًا مِنْ شَعْرِهِ، فِي عَشْرِ الأُوَلِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ").

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: رجال هَذَا الإسناد رجال الصحيح، غير شيخه، وَقَدْ تقدموا غير مرّة،

و"محمد بن عبد الله بن عبد الحكم": هو المصريّ الفقيه الثقة [١١] ١٢٠/ ١٦٦. و"شعيب": هو ابن الليث بن سعد المصريّ الثقة الثبت الفقيه، منْ كبار [١٠] ١٢٠/ ١٦٦. و"الليث": هو ابن سعد الإِمام الحجة الثبت المصريّ [٧]. و"خالد بن يزيد": هو الجُمَحيّ السكسكيّ، أبو عبد الرحيم المصريّ الثقة الفقيه [٦]. و"ابن أبي هلال":