"الثقات". روى له الأربعة حديثا واحدًا فِي "الأضحية" صححه الترمذي، وأعاده المصنّف فِي البابين التاليين. انتهى "تهذيب التهذيب" ٣/ ٣٨ - ٣٩. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ سداسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله رجال الصحيح، غير شيخه، فمن أفراده، وسليمان، وأبي الضحاك، فمن رجال الأربعة. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عن أي الضحاك عبيد بن فيروز مولى بني شيبان) أنه (قَالَ: قلت للبراء) بن عازب رضي الله تعالى عنهما (حدثني) فعل أمر منْ التحديث (عما نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منْ الأضاحي) بفتح الهمزة، وتشديد التحتانيّة، وتُخفّف، جمع أضحيّة، بضم الهمزة، وكسرها (قَالَ) البراء رضي الله تعالى عنه (قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويدي أقصر منْ يده) ولفظ أبي داود: "وأصابعي أقصر منْ أصابعه، وأناملي أقصر منْ أنامله"، وإنما قَالَ ذلك تأدّبًا (فَقَالَ) -صلى الله عليه وسلم- بأصابعه الأربعة (أربع) منْ الأنعام (لا يَجُزْن) بفتح أوله، وضمّ الجيم، منْ الجواز، ويحتمل أن يكون بضم أوله، منْ الإجزاء (العوراء البَيّن) بفتح الموحّدة، وتشديد التحتانيّة، فعيلٌ بمعنى فاعل، أي الظاهر (عورها) بالعين، والواو المفتوحتين، وهو مرفوع عَلَى الفاعلية لـ"بيّن"، والعَوَرُ: ذَهاب بصر إحدى العينين، أي التي يكون عَوَرها ظاهرًا. قَالَ ابن قُدامة رحمه الله تعالى فِي "المغني" ١٣/ ٣٦٩ - : ومعنى "العوراء البيّن عورها": التي قد انخسفت عينها، وذهبت؛ لأنها قد ذهبت عينها، والعين عضو مستطابٌ، فإن كَانَ عَلَى عينها بياضٌ، ولم تذهب، جازت التضحية بها؛ لأن عورها ليست ببيّن، ولا ينقُص ذلك لحمها. انتهى.
(والمريضة البين مرضها) وهي التي لا تعتلف، قاله القاري. وَقَالَ فِي "المغني": وأما المريضة التي لا يرجى برؤها، فهي التي بها مَرَض، قد يُئِسَ منْ زواله؛ لأن ذلك يَنقُصُ لحمها، وقيمتها نقصا كبيرًا، والذي فِي الْحَدِيث:"المريضة الْبَيِّنُ مرضها": وهي التي يتبيّن أثره عليها؛ لأن ذلك ينقص لحمها، ويفسده، وهو أصح. وذكر القاضي: أن المراد بالمريضة الْجَرْباء؛ لأن الْجَرَب يفسد اللحم، ويُهزِل إذا كثر، وهذا قول أصحاب الشافعيّ. وهذا تقييد للمطلق، وتخصيص للعموم، بلا دليل، فالمعنى يقتضي العموم، كما يقتضيه اللفظ، فإن كَانَ المرض يفسد اللحم، وينقصه، فلا معنى للتخصيص، مع عموم اللفظ والمعنى. انتهى.
(والعرجاء) تأنيث الأعرج، يقال: عَرِج فِي مشيه عَرَجًا، منْ باب تَعِبَ: إذا كَانَ منْ علّة لازمة، فهو أعرج، والأنثى عرْجاء، فإن كَانَ منْ علّة غير لازمة، بل منْ شيء