للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بالبصرة رضي الله تعالى عنهم.

وقوله: "أملحين": "الأملح" هو الذي بياضه أكثر منْ سواده. وقيل: هو النقيّ البياض. وقيل: هو الذي يُخالط بياضه. وقيل: هو الأسود، تعلوه حمرة.

والحديث متّفقٌ عيه، وَقَدْ تقدّم فِي "كتاب صلاة العيدين" ٣٠/ ١٥٨٨ - ومضى شرحه، وتخريجه هناك، وسيأتي أيضًا بعد بابين، وسنتكلّم عيه هناك أيضًا، ويأتي أيضًا بعد خمسة عشر بابًا، وسأتوسّع هناك فِي الكلام عليه، إن شاء الله تعالى. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٤٣٨٩ - (أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: ضَحَّى النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-، بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى، وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا).

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: رجال هَذَا الإسناد كلهم رجال الصحيح.

و"أبو عوانة": هو الوضّاح بن عبد الله اليشكريّ الواسطيّ، والسند أيضًا منْ رباعياته، وهو (٢١٠) منْ رباعيات الكتاب.

وقوله: "ضحّى النبيّ -صلى الله عليه وسلم-" وفي الرواية السابقة: "كَانَ يُضحّي"، وهو أظهر فِي المداومة عَلَى ذلك.

وقوله: "أقرنين": "الأقرن": هو الذي له قرنان معتدلان.

وقوله: "عَلَى صِفاحهما": أي صفحة العنق، قَالَ فِي "القاموس": الصَفح بالفتح: الجانب، ومن الجبل مُضْطَجَعُهُ، ومنك جنبك، ومن الوجه والسيف: عرضه، ويُضمّ، جمعه صِفَاحٌ. انتهى.

وَقَالَ فِي "الفتح" ١١/ ١٣٤: قوله: "عَلَى صفاحهما": أي عَلَى صفاح كلّ منهما عند ذبحه، والصفاح بكسر الصاد المهملة، وتخفيف الفاء، وآخره حاء مهملة: الجوانب، والمراد الجانب الواحد منْ وجه الأضحيّة، وإنما ثنّي إشارة إلى أنه فعل فِي كلّ منهما، فهو منْ إضافة الجمع إلى المثنّى بإرادة التوزيع. انتهى.

والمعنى أنه -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يضع رجله عَلَى جانب عنق كلّ منهما، وإنما فعل ذلك؛ ليكون أثبت، وأمكن؛ لئلا تضطرب الذبيحة برأسها، فتمنعه منْ إكمال الذبح، أو تؤذيه. والله تعالى أعلم.

والحديث متّفقٌ عيه، كما مرّ فِي الذي قبله. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٤٣٩٠ - (أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ