(منها): أنه منْ سداسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالمراوز إلى حسين، وما بعده بصريون، وابن عباس، وان كَانَ مدنيا إلا أنه نزل البصرة، وعكرمة مولاه. (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أحد العبادلة الأربعة، وأحد المكثرين السبعة، روى (١٦٩٦) حديثًا. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) رضي الله تعالى عنهما، أنه (قَالَ: كُنَّا مَعَ رسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فِي سَفَرٍ، فَحَضَرَ النَّحْرُ) أي جاء يوم نحر الأضاحي، وهو العاشر منْ شهر ذي الحجة (فَاشْتَرَكْنَا فِي الْبَعِيرِ) أي فِي نحره (عَن عَشْرَةٍ، والْبَقَرَةِ عَنْ سَبْعةٍ) فيه جواز الاشتراك فِي أضحية البدنة، والبقرة، وبه قَالَ الجمهور، وهو الحقّ، وخالف فِي ذلك ابن عمر، ومالك، وَقَدْ تقدّم ذلك فِي الذي قبله، وفيه أيضًا أن البدنة تجزىء عن العشرة، وبه قَالَ ابن المسيّب، وإسحاق، وهو الحقّ، كما تقدم تحقيقه أيضًا. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسألتان تتعلّقان بهذا الْحَدِيث:
(المسألة الأولى): فِي درجته:
حديث ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما هَذَا صحيح.
(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:
أخرجه هنا -١٥/ ٤٣٩٤ - وفي "الكبرى" ١٥/ ٤٤٨٢. وأخرجه (ت) فِي "الحجّ" ٩٠٥ و"الأضاحي" ١٥٠١ (ق) فِي "الأضاحي" ٣١٣١. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
"إن أريدُ إلا الإصلاح، ما استطعتُ، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت، وإليه أنيب".