٥ - (أبوه) هو رفاعة بن رافع بن خديج الأنصاريّ الحارثي المدنيّ، ثقة [٣].
روى عن أبيه حديث "إنا لاقوا العدو غدًا". وعنه ابنه عباية، قاله أبو الأحوص، وعن سعيد بن مسروق، عن أبيه، عن جدّه. وَقَالَ الثوريّ، وشعبة، وغير واحد، وهو المحفوظ. وذكره ابن حبّان فِي "الثقات"، وَقَالَ: يكنى أبا خديج، مات فِي ولاية الوليد بن عبد الملك. أخرج له الجماعة، سوى مسلم، وابن ماجه، وله حديث الباب فقط.
قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: هكذا أطلق فِي "التقريب" عَلَى رفاعة أنه ثقة، وفيه نظر؛ لأنه وإن أخرج له البخاريّ هَذَا الْحَدِيث، إن صحت الرواية، كما سبق الكلام عليها فِي ١٧/ ٤٢٩٩، إلا أنه مجهول؛ لأنه لم يرو عنه غير ابنه عباية، كما سبق آنفًا، وذكره ابن حبّان فِي "الثقات"، ومثله فِي اصطلاح "التقريب" أن يكون مقبولاً، فليُتأمّل. والله تعالى أعلم.
٦ - (جده) رافع خديج بن عدي الحارثي الأوسيّ الأنصاريّ الصحابيّ الشهير، أول مشاهده أحد، ثم الخندق، مات سنة (٣) أو (٧٤) وقيل: قبل ذلك، وتقدم فِي ١١٢/ ١٥٥. والله تعالى أعلم.
لطائف هَذَا الإسناد:
(منها): أنه منْ سداسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح إن صحت رواية البخاريّ لرفاعة، كما سبقت الإشارة إليه آنفًا. (ومنها): أنه مسلسل بالكوفيين إلى سعيد بن مسروق، وبعده بالمدنيين. (ومنها): أن فيه رواية الابن عن أبيه، وتابعي عن تابعيّ. والله تعالى أعلم.
شرح الْحَدِيث
(عَنْ عَبَايَةَ) بفتح العين المهملة، وتخفيف الموحّدة، وبعد الألف تحتانيّة (ابْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ) هكذا فِي رواية أبي الأحوص زيادة عن "أبيه"، وتقدّم بيان اختلاف الرواة فِي زيادته، ومن تابع أبا الأحوص فِي ذلك، وأن رواية الجماعة بدونها هو المحفوظ فِي - ١٧/ ٤٢٩٩ - "الإنسيّة تستوحش"، فراجعه تستفد (عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ) بفتح الخاء المعجمة (قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَلْقَى الْعَدُوَّ غَدًا) هكذا بالجزم فِي رواية أبي